براءة بعد فوات العمر.. عدالة متأخرة تكشف انهيار منظومة الاتهام ضد المسلمين الهنود

براءة بعد فوات العمر.. عدالة متأخرة تكشف انهيار منظومة الاتهام ضد المسلمين الهنود
في مشهد يهز الضمير الإنساني، طوت محكمة الله آباد العليا اليوم واحدة من أكثر قضايا الظلم القضائي قسوة في الهند، بإعلان براءة مواطنها المسلم محمد إلياس بعد ثمانية وعشرين عاماً قضاها خلف القضبان بتهمة لم يثبت منها شيء.
الرجل الذي قضى شبابه وكهولته خلف الأسوار، اتضح اليوم أن الدولة لم تستطع طوال هذه المدة تقديم أي دليل قانوني واحد يربطه بانفجار الحافلة المروّع عام 1996، الذي أودى بحياة 18 راكباً وجرح العشرات.
الصدمة الأكبر جاءت حين كشفت المحكمة أن الإدانة اعتمدت على شريط تسجيل مزعوم من الشرطة، اعتُبر غير قانوني بموجب قانون الأدلة الهندي، إضافة إلى تراجع الشهود وتحولهم عن رواياتهم. ورغم ذلك، ظل إلياس في السجن لثمانية وعشرين عاماً، بينما تجاهلت الجهات القضائية والاتهامية كل مظاهر الخلل والثغرات.
القضية تكشف بوضوح حجم الاستهداف الذي يواجهه المسلمون في قضايا يُدفعون فيها ثمناً باهظاً للاشتباه فقط، بينما تتحول الشكوك الضعيفة إلى إدانات مؤبدة في مناخ مشحون بالتعصب والاتهام المسبق.
تفاصيل الانفجار تعود إلى أبريل 1996، حين انفجرت عبوة RDX تحت مقعد السائق في حافلة تقل 53 راكباً، لكن سنوات التحقيق الطويلة لم تستطع أن تثبت دور إلياس أو ارتباطه بالحادثة. ورغم براءة متهمين آخرين وضعف الأدلة، استمر احتجازه بشكل غير مبرر.




