قصة تاج محل.. جهات هندية تُحرّف الحقيقة لخدمة التطرف الهندوسي

قصة تاج محل.. جهات هندية تُحرّف الحقيقة لخدمة التطرف الهندوسي
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل الهند وخارجها، أطلق صُنّاع السينما الهندية فيلمًا جديدًا بعنوان “قصة تاج محل” يعيد إحياء أسطورة طالما أثبت المؤرخون بطلانها، مفادها أن تاج محل – الذي يعد أحد أعظم روائع العمارة الإسلامية في العالم – كان يومًا ما معبدًا هندوسيًا قبل أن يتحول إلى ضريح إسلامي.
الفيلم، الذي حظي بدعم واضح من أوساط اليمين الهندوسي، يقدّم رواية تتعارض تمامًا مع الوثائق التاريخية والشواهد الأثرية التي تُجمع على أن الضريح بُني في القرن السابع عشر بأمر الإمبراطور المغولي المسلم شاه جهان تخليدًا لذكرى زوجته الملكة ممتاز محل.
إعادة تسويق هذه الأسطورة في قالب سينمائي ضخم ليست مجرد ترف فني، بل تأتي في سياق سياسي وثقافي متوتر، حيث تسعى التيارات المتشددة في الهند إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي وإقصاء دوره الممتد لقرون في بناء الهوية الهندية المشتركة.
الفيلم أثار موجة استياء واسعة بين المثقفين والباحثين، الذين اعتبروا العمل محاولة لتشويه المعالم الإسلامية في البلاد ودفع الجمهور نحو خطاب طائفي متطرف، في وقت تتصاعد فيه سياسات الاستقطاب الديني.
كما حذر خبراء الثقافة من أن هذه الموجة المتنامية من “المراجعة التاريخية” تستهدف الرموز الإسلامية تحديدًا – من المباني الأثرية إلى الأحداث التاريخية – ضمن حملة منظمة تهدف إلى تغذية العداء ضد المسلمين وتقديمهم كـ”غرباء” عن تاريخ الهند، رغم أنهم جزء أصيل من حضارتها وتراثها.




