أوروبا

كاتبة إيرلندية: المسلم ليس تهديداً وأزمة الهوية الأوروبية تتكشف

كاتبة إيرلندية: المسلم ليس تهديداً وأزمة الهوية الأوروبية تتكشف

في خطوة لافتة تعكس تحوّلاً متزايداً في الوعي الأوروبي، أكدت الكاتبة الإيرلندية سارة هارت أن النظرة التقليدية التي تصوّر المسلم كعنصر دخيل أو خطر على المجتمعات الأوروبية لم تعد صالحة للاستمرار، ووصفت مقولة “الإيرلندي لا يمكن أن يكون مسلماً” بأنها باتت بعيدة عن الواقع وتعكس أزمة هوية تعيشها أوروبا أكثر مما تعكس حقيقة عن المسلمين.
وجاءت تصريحات هارت في مقال نشر بمناسبة شهر التوعية بالإسلاموفوبيا، بالتزامن مع كشف مخطط كان يستهدف مسجداً في بلدة غالوي، في حادثة تسلط الضوء – بحسب المقال – على أن التهديد الحقيقي لا يأتي من المسلمين، بل من الجماعات اليمينية المتطرفة التي تنمو في الظل وتستغل المناخ السياسي والإعلامي للتحريض ونشر الكراهية.
وترى الكاتبة أن الخطاب السائد حول “صدام الثقافات” أصبح أداة لتبرير التمييز ومحاولة محو الهوية الإسلامية في المجال العام، مؤكدة أن المسلمين في أوروبا جزء أصيل من النسيج الاجتماعي، وأن الدفاع عن وجودهم وحقوقهم هو دفاع عن قيم الحرية نفسها.
ووفقاً للمقال، فإن التجربة اليومية للمسلمين في العمل والمجتمع تثبت أنهم شركاء في بناء أوطانهم، وأن الإسلام يقدم رسالة رحمة وتضامن، لا سبباً للخوف. ودعت هارت المجتمعات الأوروبية إلى مراجعة خطابها السياسي والإعلامي، والاعتراف بأن استمرار التهميش لا يخدم الاستقرار ولا يعكس القيم الديمقراطية التي تتغنّى بها أوروبا.
وتختم الكاتبة بالإشارة إلى أن مواجهة الإسلاموفوبيا لم تعد قضية تخص المسلمين وحدهم، بل اختباراً حقيقياً لالتزام أوروبا بمبادئها، ولقدرتها على تجاوز أزماتها الداخلية بعيداً عن صناعة “عدو وهمي” يحمل وزرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى