دراسة فرنسية: الشباب المسلم يفضل الشريعة على قوانين الجمهورية
دراسة فرنسية: الشباب المسلم يفضل الشريعة على قوانين الجمهورية
كشفت دراسة لمعهد إيفوب الفرنسي عن توجه واضح لدى الشباب المسلم في فرنسا نحو التمسك بالشريعة الإسلامية، متجاوزين بذلك قوانين الجمهورية، في تحول ملحوظ مقارنة بالأجيال السابقة.
وأوضحت الدراسة، التي نشرتها صحيفة لوفيغارو، أن المسلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا يعبرون عن هوية دينية قوية، تتجلى في تزايد حضورهم للمساجد، والالتزام الصارم بصيام شهر رمضان، وارتفاع نسبة ارتداء الحجاب بين الفتيات، ورفض الاختلاط، بالإضافة إلى انجذابهم المتزايد إلى التيارات “الإسلاموية”.
وأشار فرانسوا كراوس، مدير قسم السياسة والشؤون الراهنة في معهد إيفوب، إلى أن “هذه الدراسة ترسم صورة مجتمع مسلم يشهد عملية إعادة أسلمة، تتشكل حول معايير دينية متشددة وتزداد انجذابًا نحو مشروع سياسي إسلامي”.
وأظهرت الأرقام ارتفاع نسبة ارتياد المساجد بين الشباب دون 25 عامًا من 7% عام 1989 إلى 40% اليوم، وزيادة الالتزام الصارم بصيام رمضان من 51% إلى 83%، بينما ارتفع ارتداء الحجاب من 16% إلى 45%. كما عبر 42% من هؤلاء الشباب عن تعاطف مع التيارات “الإسلاموية”، مقارنة بـ19% لدى جميع الأعمار.
وتشير الدراسة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تأتي في صدارة الحركات المدعومة، تليها تيارات السلفية والوهابية والدعوة والتبليغ، فيما يظل التعاطف مع الجهادية محدودًا.
ولفت المعهد إلى أن هذه الاتجاهات “تتجاوز أسوأ التوقعات” لأنها تتعارض مع الخطابات العلمانية السائدة بين المسلمين الفرنسيين، مع توقع استمرار عملية إعادة الأسلمة بين الجيل الجديد.
وتوازن الدراسة الصورة بالإشارة إلى أن الالتزام الديني تصاعد لدى شباب جميع الديانات في فرنسا، وإن كان الإسلام يشهد أعلى نسب، وأن الممارسات الدينية تتراجع بعد سن الخمسين تحت تأثير الثقافة العلمانية.
كما رصدت الدراسة نقطة تحول بين 2016 و2019، تزامنت مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية، حيث ارتفعت جميع المؤشرات الدينية بشكل ملحوظ، ما يعكس تأثير الأحداث الإقليمية على المشهد الديني في فرنسا.
وأكدت الدراسة أن المسلمين يشكلون نحو 7% من سكان فرنسا، وأن تزايد التمسك الديني للشباب يطرح تساؤلات حول تفاعل هذا الجيل مع قيم الجمهورية الفرنسية مستقبلاً، في ظل تقلص تأثير الاتحادات الإسلامية التقليدية وارتفاع جاذبية الخطابات الأكثر صرامة.
