آسیا

مشاهد صادمة في بنغلاديش.. أضرحة تُدنّس ومؤمنون يُقتلون ومتطرفون يشوهون وجه الدين

مشاهد صادمة في بنغلاديش.. أضرحة تُدنّس ومؤمنون يُقتلون ومتطرفون يشوهون وجه الدين

في مشاهد تهزّ الضمير الإسلامي، تحولت بنغلاديش خلال الأسابيع الأخيرة إلى ساحة صراع خطير يضرب عصب الهوية الروحية للبلاد. فالأضرحة الصوفية، التي شكّلت جزءاً من التاريخ والحضارة البنغالية، أصبحت اليوم هدفاً لهجمات متطرفة تنشر الرعب بين المسلمين وتضع التسامح الإسلامي تحت حصار لم يشهده منذ عقود.
ضريح نورا باغلا، الذي كان عامراً بالذكر والمصلين ليل نهار، يبدو اليوم كهيكل مظلم بعد هجوم غوغائي دموي أسفر عن مقتل أحد أتباعه وإصابة العشرات. فيما نُبش جثمان القديسة الصوفية من قبره وأُحرق علناً في مشهد صادم تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأعاد إلى الواجهة محاولات خطيرة لتجريف التراث الروحي الذي حمل رسالة الإسلام في هذه المنطقة منذ قرون.
وتؤكد تقارير محلية أن ما يزيد على مئة ضريح صوفي تعرّض للهدم أو التخريب منذ سقوط الحكومة السابقة، في وقت يتوسع فيه نفوذ جماعات متشددة تستغل حالة الاضطراب السياسي لتصفية حساباتها العقائدية، واستهداف كل ما يمت إلى الإسلام الروحي بصلة.
الهجمات لم تقتصر على المزارات، بل امتدت إلى حلقات الذكر والخلوات الروحية، فيما أوقف كثير من الصوفيين أنشطتهم الدينية، وأغلقت بعض الخانكات أبوابها لأول مرة منذ تأسيسها، فيما تتحدث شهادات عن حوادث إذلال وحلاقة قسرية لمتصوفة اعتبرها المتطرفون “تطهيراً عقائدياً”.
ويرى خبراء في التاريخ الإسلامي أن هذه الهجمات لا تستهدف مجرد أبنية أو طقوس، بل تضرب جذور الإسلام الذي دخل البنغال عبر الرحمة لا السيف، محذرين من أن ترك هذه الاعتداءات دون ردع يفتح الباب أمام انقسام خطير داخل الأمة، ويمنح التيارات المتشددة الضوء الأخضر لفرض فهمها المتطرف الأحادي الجانب للإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى