أمريكا

ناشفيل.. مدارس ترفع شعار الحياد وتمارس التمييز: طلاب مسلمون بلا حقّ في الصلاة

ناشفيل.. مدارس ترفع شعار الحياد وتمارس التمييز: طلاب مسلمون بلا حقّ في الصلاة

في مدينة ناشفيل الأمريكية، حيث يُفترض أن تسود قيم “الحرية والمساواة”، تكشف وقائع ميدانية حديثة عن واقع مختلف تعيشه شريحة واسعة من الطلاب المسلمين، واقع تتقدّم فيه الشعارات بينما تتراجع الحقوق الأساسية على أرض الواقع.
الدراسة التي أجريت مؤخراً في مدارس ولاية تينيسي أظهرت أن نحو نصف الطلاب المسلمين يتعرضون يومياً للتنمر والمضايقة بسبب دينهم، في بيئة يفترض أن تكون آمنة وتربوية. لكن الأكثر إيلاماً من ذلك هو منع كثيرٍ منهم من أداء الصلاة داخل مدارسهم، رغم أنها حق ديني مكفول دستورياً لا يحتاج إلى إذن أو استثناء.
وفي مقابل هذا التضييق، يبرز مثال استثنائي في أكاديمية فالور، التي خصصت جرساً يُقرَع عند دخول وقت الصلاة، ووفرت مساحة خاصة يجتمع فيها الطلاب لأداء شعائرهم براحة واحترام. مشهد إنساني متحضر، لكنه للأسف يبقى استثناءً نادراً لا يعكس واقع أغلب المدارس.
أما في المؤسسات التعليمية الأخرى، كما يكشف تقرير المجلس الاستشاري الإسلامي الأمريكي، فالتسهيلات الدينية تُعامل باعتبارها “امتيازاً” يمكن منحه أو منعه، وليس حقاً أصيلاً. والنتيجة:
* طلاب يُجبرون على الصلاة في غرف تبديل الملابس أو زوايا مهجورة.
* وآخرون يتعرضون للعقوبات أو يُحاسبون على التغيب في الأعياد الدينية.
* وبعضهم يُوبَّخ لمجرد التزامه بالصيام أو تمسكه بهويته الدينية.
ورغم هذا الكم من التحديات، يواجه الشباب المسلم في ناشفيل التمييز بثباتٍ ووعي، لا بردود فعل غاضبة، بل بتمثيل أخلاق دينهم، والسعي لتصحيح الصورة المشوهة التي تعمّمها بعض وسائل الإعلام.
وفي المقابل، تظهر مبادرات مشرقة من بعض المعلمين الذين وقفوا إلى جانب طلابهم المسلمين، مؤكدين أن احترام المعتقدات ليس منّةً، بل واجب مهني وتربوي وأخلاقي، وأن المدرسة لا يمكن أن تكون بيئة تعليمية حقيقية إذا كانت تستثني هويات طلابها أو تصادر حقوقهم الأساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى