أوروبا

إيبا بوش تثير الجدل في السويد بعد وصفها البرقع بـ”التقليد الجنوني” ودعوتها لحظره

إيبا بوش تثير الجدل في السويد بعد وصفها البرقع بـ”التقليد الجنوني” ودعوتها لحظره

أثارت تصريحات إيبا بوش، رئيسة حزب الديمقراطيين المسيحيين في السويد، موجة انتقادات واسعة بعد وصفها ارتداء البرقع والنقاب بأنه “ليس حرية بل تقليد جنوني”، مطالبةً بفرض حظر شامل على هذه الملابس في الأماكن العامة، بما في ذلك الشوارع والساحات والمراكز التجارية والمؤسسات الصحية.
وجاءت تصريحات بوش في مقالٍ نشرته صحيفة “أفتونبلاديت”، حيث حاولت تبرير دعوتها بأنها “ليست استهدافاً لحرية الدين”، بل – بحسب قولها – “مواجهة لمظاهر القمع الديني ضد النساء”. إلا أن مراقبين رأوا في حديثها نغمة استعلائية وتمييزية تُعيد إنتاج الصورة النمطية عن المرأة المسلمة، وتختزل خيارها الديني في إطارٍ من “الاضطهاد والتبعية”، متجاهلةً أنه تعبير عن قناعة شخصية وحق ديني مكفول بموجب الدستور السويدي والمواثيق الدولية.
وتصاعدت حدة الانتقادات بعد أن اعتبرت بوش أن المجتمع السويدي يقوم على “قيم يهودية-مسيحية”، وأن الهجرة من دول ذات ثقافات مختلفة أوجدت “صدامات تحتاج إلى التكيّف”، في تصريحٍ فُسّر على نطاق واسع بأنه ينطوي على نزعة إقصائية وتمييز ثقافي.
كما أثار حديثها عن “الثقافة الإسلامية” استياءً شديداً في الأوساط الحقوقية والإعلامية، حيث وصف ناشطون هذه التصريحات بأنها تعميمٌ جائر يشيطن المجتمعات المسلمة ويستغل قضايا فردية لتبرير سياسات تقييد الحريات.
ويرى منتقدون أن دعوة بوش إلى الحظر لا تختلف كثيراً عن محاولات التضييق السابقة على الرموز الدينية، معتبرين أنها تتناقض مع الخطاب السويدي المعلن عن احترام التعددية والحرية الشخصية، وتكشف عن ازدواجية في فهم مبدأ المساواة الذي يُفترض أن يشمل الجميع دون استثناء.
وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف من تصاعد الخطاب اليميني في السويد، واستخدام قضايا الاندماج والهوية الدينية وقوداً للجدل السياسي، على حساب قيم التعايش والتنوع التي طالما تباهت بها البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى