سوريا

شرارة فتنة مذهبية في ريف دمشق.. إمام مسجد يقود حملة تحريض ضد الشيعة والمرصد السوري يحذّر من انزلاق خطير

شرارة فتنة مذهبية في ريف دمشق.. إمام مسجد يقود حملة تحريض ضد الشيعة والمرصد السوري يحذّر من انزلاق خطير

تعيش منطقة ريف دمشق على وقع توتر مذهبي متصاعد، بعد أن قاد أحد أئمة المساجد في بلدة حجيرة حملة تحريض علنية ضد أبناء الطائفة الشيعية في محيط مقام السيدة زينب (عليها السلام)، ما أشعل احتجاجات ومظاهرات ليلية رفعت شعارات معادية للشيعة، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو صدام أهلي يعصف بما تبقّى من تماسك اجتماعي هشّ في العاصمة ومحيطها.
ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان بالصوت والصورة جانبًا من تلك المظاهرات، مؤكدًا مشاركة الإمام في التحريض المباشر ودعوته إلى ما وصفه بـ“مواجهة المدّ الشيعي”، في خطاب اعتُبر الأكثر حدة منذ سنوات في تلك المنطقة التي تشهد مزيجًا سكانيًا متنوعًا. وأشار المرصد إلى أن هذا التحريض ساهم في تأجيج مشاعر الكراهية وإعادة الاصطفافات المذهبية إلى الواجهة في الجنوب الدمشقي، خصوصًا بعد تجدد الحديث عن نشاط الحسينيات في البلدة المجاورة لمقام السيدة زينب عليها السلام.
وجاءت المظاهرة بعد أيام من ترميم وافتتاح حسينية الزهراء عليها السلام في المدينة، وهو ما أثار حفيظة بعض السكان القادمين من الجولان ومحافظات أخرى، الذين اعتبروا افتتاح الحسينيات “إثارة لحساسية طائفية”.
في المقابل، عبّر سكان المنطقة من أتباع المذهب الشيعي عن استيائهم من الحملة التحريضية، وأشار عدد منهم إلى أن تلك الحملات تأتي في وقت تشهد فيه البلدة جهودًا لترميم الأماكن الدينية المتضررة وإحياء نشاطها الاجتماعي والديني الطبيعي.
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات السورية إلى التدخل الفوري لوقف التحريض الطائفي، واتخاذ إجراءات واضحة لضمان أمن جميع المكونات، محذرًا من أن “استمرار الخطاب الإقصائي سيعيد البلاد إلى أجواء الصراع المذهبي التي دمرت النسيج الوطني لسنوات طويلة”. كما طالب المرصد المجتمع الدولي بممارسة الضغط لضمان احترام حرية المعتقد وحماية الأقليات الدينية.
ويخشى مراقبون أن تتحول هذه الحوادث إلى شرارة لاضطرابات مذهبية أوسع، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لضبط الخطاب الديني والإعلامي، وإعادة التأكيد على مبادئ العيش المشترك التي شكّلت عبر عقود هوية دمشق ومحيطها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى