شهر التوعية بالإسلاموفوبيا في بريطانيا… صرخة ضمير ضد كراهية تتستر بالحرية

شهر التوعية بالإسلاموفوبيا في بريطانيا… صرخة ضمير ضد كراهية تتستر بالحرية
في الوقت الذي يعيش فيه المسلمون في الإنكليز تحت ظلال خوفٍ متصاعدٍ اسمه “الإسلاموفوبيا”، وفقد تحوّل شهر نوفمبر، الذي خُصص للتوعية بهذه الظاهرة البغيضة، إلى مرآةٍ تكشف حجم التناقض بين الشعارات والواقع.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية الصادمة، فقد كانت نحو 40% من جرائم الكراهية الدينية عام 2024 تستهدف المسلمين في ارتفاع بنسبة 365% في حوادث الإسلاموفوبيا خلال عامٍ واحد فقط، شملت مشاهد لمساجدٍ تُحرق، ونساءٍ محجباتٍ يُعتدى عليهن في الشوارع، وأطفالٍ يُتنمَّر عليهم في المدارس لأنهم مسلمون.
يذكر أن ما كان يُروَّج له كـ”اختلاف ثقافي” بات اليوم كراهية منظمة، تُغذيها خطابات الإعلام المتطرّف، وصمت بعض الدوائر السياسية، وتبريرات تتخفى خلف ستار “حرية التعبير”. لكن الحقيقة أبسط وأخطر، وهي إنها حملة لإقصاء الإسلام من المجال العام، وتشويه صورته في وعي الأجيال الجديدة.
ورغم كل ذلك، تظل الجاليات المسلمة في بريطانيا مثالًا للصمود والعطاء، تساهم في الاقتصاد، وتشارك في السياسة، وتغذي الحياة الثقافية والعلمية بروحٍ من التسامح والانفتاح. فهؤلاء لا يطلبون امتيازًا، بل عدالة، ولا يسعون لتفرقة، بل لمساواة حقيقية تضمن لكل إنسان أن يعيش بكرامة وأمان.
وأشارت وسائل إعلام محلية، إلى أن رسالة شهر التوعية بالإسلاموفوبيا لهذا العام، واضحة، وهي أن الإسلام ليس غريبًا عن الغرب، فهو شريكٌ في حضارته، ومساهمٌ في نهضته. ومحاربة الكراهية ليست دفاعًا عن المسلمين وحدهم، بل عن إنسانيةٍ تتآكل حين يُهان الإيمان.




