العالم

الأمم المتحدة تحذر قبيل “كوب 30”: الأرض تتجه نحو احترار بمقدار 2.5 درجة مئوية

الأمم المتحدة تحذر قبيل “كوب 30”: الأرض تتجه نحو احترار بمقدار 2.5 درجة مئوية

حذرت الأمم المتحدة من أن كوكب الأرض يسير نحو ارتفاع خطير في درجات الحرارة قد يبلغ 2.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما يمثل تجاوزاً كبيراً لأهداف اتفاقية باريس للمناخ التي اعتمدت قبل عشر سنوات بهدف حصر الاحترار العالمي عند أقل من درجتين مئويتين، والسعي لتثبيته عند 1.5 درجة.
وجاء التحذير في تقرير جديد أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة أمس الثلاثاء الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أيام قليلة من انطلاق مؤتمر المناخ الثلاثين “كوب 30” في مدينة بيليم البرازيلية، المقرر عقده بين السادس والحادي والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة قادة العالم وصنّاع القرار البيئي.
وأشار التقرير إلى أن العالم يتجه نحو ارتفاع في درجة الحرارة يتراوح بين 2.3 و2.5 درجة مئوية خلال هذا القرن، حتى مع الالتزام الكامل بالتعهدات المناخية الحالية، محذراً من أن استمرار الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية مثل النفط والفحم والغاز يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ. وكشف أن انبعاثات الغازات الدفيئة ارتفعت بنسبة 2.3% خلال عام 2024، مدفوعة بالزيادة في استهلاك الطاقة، خصوصاً في الهند والصين وروسيا وإندونيسيا.
وقالت كبيرة الباحثين في التقرير آن أولهوف إن “الطموح والعمل لا يزالان بعيدين كل البعد عن المستويات المطلوبة عالمياً”، مؤكدة أن الفجوة بين الالتزامات السياسية والإجراءات الفعلية لا تزال تتسع.
من جانبه، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة مصوّرة شدد فيها على أن “مهمة العالم اليوم بسيطة لكنها صعبة: علينا أن نضمن أن يكون أي تجاوز لحد 1.5 درجة مئوية مؤقتاً وبأقل حدة ممكنة”، داعياً الدول إلى تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة وتحقيق مستوى “صفر انبعاثات صافية” بحلول عام 2050 لإنقاذ الكوكب من تبعات كارثية.
وأوضح تقرير الأمم المتحدة أن الانخفاض المتوقع في انبعاثات الغازات الدفيئة خلال العقد المقبل لن يتجاوز 10% مقارنة بعام 2019، في حين تتطلب تحقيقات أهداف اتفاقية باريس تخفيضاً بنسبة لا تقل عن 60%. كما أشار إلى أن ضعف البيانات المتوفرة حول الخطط الوطنية يجعل تقييم أثرها بدقة أمراً معقداً، لكن الاتجاه العام يؤكد أن العالم يسير بعيداً عن المسار الآمن مناخياً.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن إن “الوقت يضيق، وما زلنا بحاجة إلى تخفيضات غير مسبوقة في الانبعاثات خلال السنوات القليلة المقبلة، رغم التعقيدات السياسية والاقتصادية التي تواجه الدول”، مؤكدة أن مؤتمر “كوب 30” سيكون لحظة حاسمة لتجديد الالتزامات وتحديد مسار فعّال للحد من الاحترار العالمي قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى