صيادو تشام المسلمون… حُراس الهوية فوق مياه كمبوديا!

صيادو تشام المسلمون… حُراس الهوية فوق مياه كمبوديا!
في قلب كمبوديا، حيث يلتقي نهر ميكونغ العريق بنهر تونلي ساب، تبرز حكاية لم تكتبها السياسة ولا الإعلام، بل كتبها الإيمان والصبر. فهي حكاية صيادي تشام المسلمين، الذين ورثوا المهنة عن آبائهم كما ورثوا عقيدتهم، فصاروا رموزًا للتاريخ الحي والكرامة المستمرة.
وعلى قواربٍ خشبية متواضعة، تعيش عشرات العائلات المسلمة فوق الماء، بوجوه سمراء كأخشاب القوارب، وعيونها متعلقة بالسماء قبل أن تتعلق بالشباك. فكل رحلة صيد عندهم تبدأ بالدعاء وتنتهي بالحمد.
وأوضحت وسائل إعلام محلية، أنه منذ مئات السنين، هاجر أجداد هؤلاء الصيادين من مملكة “تشامبا” القديمة حاملين القرآن والشرف والمجد البحري. واليوم، رغم الفقر والتحديات، ما زالوا يرفعون راية الإسلام في بلدٍ يغلب عليه البوذيون، محتفظين بلغتهم، ولباسهم، ومساجدهم، وقلوبهم العامرة بالإيمان.
يذكر أن هؤلاء الصيادين المسلمين يواجهون منافسة شرسة من شركات ضخمة وصيادين مدعومين بالمعدات الحديثة، لكنهم ما زالوا متمسكين بشباكهم البسيطة، وبقوتهم المستمدة من الصبر والإخلاص. فالنهر بالنسبة لهم، ليس مجرد رزق، بل عهدٌ مع الله.




