أفغانستان

استياء واسع من اختبار طالبان لتوزيع شهادات معادِلة للماجستير على خريجي المدارس الدينية

استياء واسع من اختبار طالـ،ـبان لتوزيع شهادات معادِلة للماجستير على خريجي المدارس الدينية

أثار إعلان وزارة التعليم العالي في حكومة طالـ،ـبان عن إجراء اختبار تقييمي لستة آلاف من خريجي المدارس الدينية في جنوب غرب أفغانستان، تمهيدًا لمنحهم شهادات دراسية معادلة لدرجة الماجستير، موجة من الامتعاض والانتقادات في الأوساط الأكاديمية والشعبية داخل البلاد وخارجها.
ففي الوقت الذي تغلق فيه طالـ،ـبان أبواب الجامعات والمدارس أمام الفتيات منذ أكثر من أربع سنوات، وتفرض قيودًا متزايدة على التعليم المدني، تعتبر هذه الخطوة دليلاً إضافيًا على انحراف السياسات التعليمية في أفغانستان عن المعايير العلمية والمهنية المتعارف عليها.
ووفقًا لبيان وزارة التعليم العالي، فإن الامتحان شمل خريجي “دورة المنح الدراسية” من مدارس دينية في ولايات قندهار وأوروزجان وهلمند وزابل ونيمروز، على أن تُمنح الشهادات المعادلة للماجستير لمن يجتازون الاختبار بنجاح.
غير أن مراقبين يرون أن هذا القرار يفتقر إلى الأسس الأكاديمية المعتمدة، إذ لا تستند تلك الدورات إلى مناهج علمية شاملة أو معايير تقييم دولية، مؤكدين أن معادلة الدراسات الدينية بشهادات جامعية متقدمة يمثل إضعافًا للنظام التعليمي برمته.
كما أعربت شخصيات أكاديمية أفغانية عن قلقها من أن هذه السياسة تعمّق من تسييس التعليم وتكرّس التمييز القائم على أساس النوع والمعتقد، في حين تستمر الحكومة في تجاهل احتياجات التعليم العصري والبحث العلمي.
ويرى محللون أن طالـ،ـبان تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى فرض نموذج تعليمي مغلق يعكس أيديولوجيتها، على حساب الانفتاح العلمي والمعرفي، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويزيد عزلة أفغانستان عن المجتمع الدولي.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار إدانة المنظمات الحقوقية والجهات الدولية لسياسات طالـ،ـبان التعليمية، التي تسببت في إقصاء الملايين من الطلبة والطالبات عن مؤسسات التعليم، وتراجع مستوى الكفاءات العلمية في البلاد بشكل غير مسبوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى