أمريكا

وثيقة سرّية في مدارس كندا… هل تتحول مكافحة الإسلاموفوبيا إلى سلاحٍ أيديولوجي؟

وثيقة سرّية في مدارس كندا… هل تتحول مكافحة الإسلاموفوبيا إلى سلاحٍ أيديولوجي؟

في خطوةٍ أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الكندية، كشفت تقارير إعلامية عن قيام أحد أكبر مجالس التعليم في مقاطعة أونتاريو بإرسال دليلٍ داخلي مكوَّن من 39 صفحة إلى موظفيه، يتناول ما سمّاه “مكافحة الإسلاموفوبيا” ودعم الطلاب المسلمين، دون أي إعلان رسمي أو نشرٍ علني على الموقع الإلكتروني للمجلس.
الوثيقة التي أُعدّت بالتعاون مع المجلس الوطني للمسلمين الكنديين جاءت بلغةٍ مشبعة بمفردات “المساواة والتقاطع ومناهضة القمع”، لكنها فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلاتٍ حول دور الأيديولوجيا والسياسة في تشكيل الوعي المدرسي داخل المؤسسات التعليمية الكندية.
فبينما يرى البعض أن الدليل خطوة إيجابية لمواجهة التمييز ضد المسلمين، يرى آخرون أنه جزء من صراعٍ خفي على هوية التعليم، ومحاولة لإعادة تعريف الإسلام بما يتماشى مع الرؤية الغربية الليبرالية التي تحاول – بحسب محللين – تجريد الإسلام من عمقه الروحي والتشريعي، وتحويله إلى هوية ثقافية محايدة لا تمتّ إلى الدين بصلة.
المثير أن التعاون تم مع جهاتٍ يُثار حولها جدل سياسي واسع، من بينها مؤسسات اتُّهمت بصلاتٍ فكرية بجماعة الإخوان المسلمين، ما جعل بعض أولياء الأمور يحذّرون من “تسرب أجنداتٍ فكرية إلى قاعات الدراسة” تحت عنوان التسامح والمساواة.
ورغم ذلك، يؤكد الخبراء أن الحقيقة الجوهرية يجب أن لا تضيع وسط الجدل، فالكراهية ضد المسلمين حقيقة ملموسة، وتحتاج إلى معالجة عادلة ومتزنة، لا إلى توظيف سياسي يزيد الانقسام. وإن الإسلام، كما يؤكد ممثلو مجتمعاته، دين رحمة وعدالة، لا يحتاج إلى وصاية فكرية، بل إلى فهمٍ صحيح يعكس جوهره الإنساني النقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى