بريطانيا تخصص الملايين لتعزيز أمن المساجد في مواجهة تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين
بريطانيا تخصص الملايين لتعزيز أمن المساجد في مواجهة تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين
في خطوةٍ تعكس تصاعد القلق من انتشار موجات الكراهية ضد المسلمين في الغرب، أعلنت الحكومة البريطانية عن تخصيص عشرة ملايين جنيهٍ إسترليني إضافية لتأمين المساجد والمراكز الإسلامية في مختلف أنحاء البلاد.
ووفق بيانٍ رسمي، يهدف التمويل الجديد إلى تعزيز إجراءات الحماية عبر تركيب كاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار وتوفير عناصر حراسة، وذلك في إطار خطةٍ حكوميةٍ لمواجهة الارتفاع الملحوظ في جرائم الكراهية ضد المسلمين، والتي سجّلت زيادةً تقارب العشرين بالمئة خلال العام الماضي بحسب الإحصاءات الرسمية.
ويأتي القرار عقب سلسلة حوادث استهدفت دور عبادةٍ إسلامية، من أبرزها الحريق المتعمد الذي طال مسجد “بيسهافن” في مقاطعة شرق ساسكس، والذي أثار موجةً واسعةً من الاستنكار داخل الأوساط الدينية والاجتماعية، وسط دعواتٍ متكررةٍ لاتخاذ إجراءاتٍ أكثر صرامةٍ ضد المحرّضين على الكراهية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل اعترافًا حكوميًا صريحًا بتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمع البريطاني، ومؤشرًا على الحاجة إلى معالجة جذور الكراهية التي تهدد قيم التعددية والتعايش والحرية الدينية التي طالما افتخرت بها بريطانيا.
وفي الوقت الذي رحّب فيه ممثلو الجاليات الإسلامية بهذا الإجراء الأمني، شدد عددٌ من قادة المجتمع على أن حماية المسلمين لا تقتصر على تعزيز المراقبة الأمنية، بل تتطلب كذلك مواجهة الخطاب العنصري في الإعلام والمنصات الرقمية، وترسيخ ثقافةٍ قائمةٍ على الاحترام والمساواة بين جميع المواطنين.
