باحث أوروبي يصدر كتاباً جديداً يؤكد أن الإسلام دين تسامح وعقل لا أداة صراع أو استعمار

باحث أوروبي يصدر كتاباً جديداً يؤكد أن الإسلام دين تسامح وعقل لا أداة صراع أو استعمار
أصدر الباحث والمؤرخ الأوروبي “جون تولان” كتاباً فكرياً جديداً بعنوان «الإسلام: تاريخ جديد من محمد إلى الحاضر»، قدّم فيه رؤية علمية منصفة حول الإسلام، ركّزت على رسالته الإنسانية وحضارته الممتدة لأكثر من أربعة عشر قرناً، في مواجهة الصورة النمطية التي ارتبطت به في بعض الأوساط الغربية.
يستعرض الكتاب بدايات الدعوة الإسلامية في مكة حين تلقى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الوحي الإلهي في غار حراء، لينطلق برسالة تقوم على التوحيد والرحمة والعقل، ويؤسس لحضارة جمعت بين الإيمان والعلم والتسامح.
ويشير تولان إلى أن الإسلام، كغيره من الأديان السماوية، واجه في بداياته الاضطهاد وسوء الفهم، لكنه انتشر بالحكمة والتفاعل الحضاري والتجارة والعلم، لا بالقوة كما يروّج البعض، مؤكداً أن التاريخ يُظهر كيف احتضنت الدولة الإسلامية أتباع الديانات الأخرى تحت مبدأ “أهل الذمة” الذي ضمن لهم الأمن وحرية العبادة.
كما يتناول المؤلف العلاقة المعقدة بين التدخلات الاستعمارية الغربية في العالم الإسلامي وبين ما أعقبها من موجات الغضب والتطرف، موضحاً أن قراءة هذه المراحل بإنصاف ضرورية لفهم الواقع المعاصر بعيداً عن التحيزات المسبقة.
ويخلص تولان في كتابه إلى أن الإسلام لا يزال، رغم حملات التشويه، دين تسامحٍ وعقلٍ ومعرفة، يدعو إلى العدالة والسلام والتعايش بين الشعوب، ويقدّم نموذجاً إنسانياً يمكن أن يسهم في بناء عالم أكثر توازناً ورحمة.