جريمة النخيب.. د1عش الإرهـ،ـابي يطل من الصحراء مجددا والأنبار تستنفر أمنيا

جريمة النخيب.. د1عش الإرهـ،ـابي يطل من الصحراء مجددا والأنبار تستنفر أمنيا
تفتح جريمة قتل راعيي الأغنام في صحراء النخيب أبواب القلق من جديد على عودة الخلايا الإرهـ،ـابية إلى النشاط في المناطق الحدودية بين الأنبار وكربلاء، بعد أن شهدت السنوات الماضية استقرارًا نسبيًا. الجريمة التي تبنّت أسلوب “الكمين والعزل” في مناطق نائية، أعادت الحديث عن هشاشة الرقابة الميدانية في الصحراء الممتدة بين النخيب والرطبة وحدود كربلاء، رغم الوعود الأمنية المتكررة بتأمينها.
قائم مقام قضاء الرطبة عماد الدليمي كشف في حديث له، أن المعلومات الأولية تشير إلى استشهاد مواطنين اثنين من رعاة الأغنام، يُرجَّح أنهما من محافظتي كربلاء أو النجف، بعد أن أقدمت عناصر تابعة لتنظيم د1عش الإرهـ،ـابي على قتلهم وحرق مركبتهم في منطقة صحراوية قريبة من النخيب.
وقال الدليمي إن “هذه المحاولة الجبانة تهدف إلى إثبات الوجود بعد سلسلة الهزائم التي مُني بها التنظيم، لكنها تبقى فعلًا يائسًا يعكس حجم الانكسار الذي يعيشه”، متسائلًا: “هل هذه قوتكم بقتل رعاة أغنام عزّل لا يملكون السلاح ويبحثون عن لقمة العيش؟”.
وأضاف أن ما حدث “يؤكد الحاجة إلى إعادة تفعيل الدوريات المشتركة بين القوات الأمنية والعشائرية في الصحراء، وعدم انتظار وقوع الحوادث”، مبينًا أنه طرح مؤخرًا مبادرة لتسيير أكثر من مئة دورية من أبناء عشيرته بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لتمشيط الصحراء وملاحقة فلول الإرهاب.
وفي المقابل، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيانٍ، أن الأجهزة الأمنية المختصة باشرت فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات استشهاد المواطنين الاثنين ضمن قاطع مسؤولية لواء المشاة الثامن عشر – الفوج الأول في الفرقة الخامسة، وذلك في منطقة شبوان غربي قرية الهبارية التابعة لصحراء غرب النخيب.
وأوضح البيان أن الحادث أسفر أيضًا عن احتراق عجلتين (صهريج ماء)، مشيرًا إلى أن “القوات الأمنية ستصل إلى الجناة وتقدّمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل لما اقترفوه بحق المواطنين الأبرياء العزّل”.
يرى مراقبون للشأن الأمني أن الحادث يكشف عن ثغرات خطيرة في تأمين المناطق الصحراوية، خصوصًا تلك التي تشكّل نقاط تماس بين المحافظات. فالمساحات الشاسعة الممتدة من النخيب حتى الرطبة ما زالت تُعد بيئة مناسبة لاختباء عناصر د1عش الإرهـ،ـابي، مستغلين ضعف المراقبة الجوية وتباعد نقاط التفتيش.
ويشير خبراء ميدانيون إلى أن عودة التنظيم إلى استهداف المدنيين تأتي في إطار محاولاته لإثبات الحضور الإعلامي والعملياتي بعد انكماشه في المدن، مؤكدين أن المعالجة الأمنية تحتاج إلى حضور استخباري متكامل وتنسيق عالٍ بين المحافظات، لا سيما في المناطق الحدودية الرخوة التي ما زالت تمثل “الثغرة المفضلة” للعناصر الهاربة.