آسیا

النساء المسلمات في البرلمان الهندي.. حضور رمزي وغياب يكشف هشاشة الديمقراطية

النساء المسلمات في البرلمان الهندي.. حضور رمزي وغياب يكشف هشاشة الديمقراطية

في قلب ما تصفه الهند بـ”أكبر ديمقراطية في العالم”، يبرز غياب النساء المسلمات عن البرلمان كأحد أبرز مظاهر الخلل في تمثيل مكونات المجتمع الهندي، إذ لم تصل إلى قبة البرلمان منذ تأسيسه قبل أكثر من سبعة عقود سوى ثماني عشرة امرأة مسلمة، في مشهد يعكس تناقضاً صارخاً بين شعار التعددية وواقع الإقصاء.
الكاتب والمفكر الهندي أشوتوش كومار ثاكور، تناول في مقاله المنشور بعنوان «عندما يكون الغياب أبلغ من الحضور: النساء المسلمات والبرلمان الهندي»، أبعاد هذا الغياب، واصفاً إياه بأنه نتيجة لبنية اجتماعية وسياسية عميقة تضع المرأة المسلمة في هامش الحياة العامة، وتجعل مشاركتها السياسية أقرب إلى الرمزية منها إلى الفعلية.
وأشار ثاكور إلى أنّ النساء المسلمات اللواتي دخلن البرلمان منذ عام 1952 كنّ في الغالب واجهات انتخابية تُستخدم لتجميل صورة الأحزاب، لا لصنع القرار، مضيفاً أنّ ما يُقدَّم باعتباره دليلاً على «التسامح والتنوع» لا يتجاوز كونه غطاءً لتهميش ممنهج.
ويصف الكاتب هذا الحضور المحدود بأنه «تمثيل بارد بلا روح»، إذ تواجه النساء المسلمات تمييزاً مضاعفاً، بين نظرة دينية متحيّزة من جهة، ومجتمع سياسي أبوي من جهة أخرى، مما يجعل معركتهن في الساحة السياسية معركة من أجل الوجود والتأثير في آن واحد.
غير أنّ المقال يسلّط الضوء أيضاً على قصص شجاعة لنساء تحدين الأعراف والهيمنة الذكورية، وواصلن النضال لإثبات أن الصوت النسائي المسلم لا يمكن إسكاتُه، رغم العقبات الاجتماعية والسياسية التي تواجهه.
ويخلص ثاكور إلى أنّ ديمقراطية تُقصي المرأة المسلمة تبقى ناقصة، مهما تباهت بالانتخابات والتعددية، مؤكداً أن البرلمان الذي لا يُسمع فيه صوت الغائبات يفقد جزءاً من وعيه الجمعي. وفي ختام مقاله دعا إلى «صحوة سياسية وأخلاقية» تُعيد الاعتبار للمرأة المسلمة كمكوّن أصيل في الهوية الهندية، مشدداً على أن اكتمال الديمقراطية الهندية لن يتحقق إلا حين يُسمع في قبتها صوت كل المهمّشين والغائبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى