آسیا

الهدم المتواصل للمساجد في الهند يثير قلق المجتمع المسلم ويكشف ثغرات قانونية في حماية دور العبادة

الهدم المتواصل للمساجد في الهند يثير قلق المجتمع المسلم ويكشف ثغرات قانونية في حماية دور العبادة

أعلنت منظمات حقوقية هندية ودولية، عن قلقها المتزايد إزاء موجة هدم المساجد في عدد من الولايات الهندية، محذّرة من تداعياتها على التعايش الاجتماعي وحقوق الأقليات الدينية في البلاد.
وفي أحدث القضايا، أصدرت المحكمة العليا في ولاية غوجارات في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، قراراً بهدم جزئي لمسجد مانشا التاريخي في مدينة أحمد آباد، الذي يعود تاريخه إلى نحو 400 عام، بذريعة توسيع الطريق المؤدي إلى محطة كالوبور للقطارات. وأكد القائمون على المسجد أن القرار ينتهك قوانين الأوقاف والحقوق الدستورية للمسلمين، معتبرين أنه تجاهل القيمة التاريخية والمعمارية للموقع الديني.
وفي ولاية أوتار براديش، شهدت مدينة باريلي في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي اضطرابات واسعة عقب إلغاء مسيرة رُفعت خلالها لافتات كتب عليها “أحب محمد صلى الله عليه وسلم”، ما أدى إلى اشتباكات بين المحتجين والشرطة. وبعد الأحداث، صنّفت السلطات ثماني ممتلكات مرتبطة بخليفة توقير رضا خان ومؤيديه على أنها “غير قانونية”، قبل أن تصدر أوامر بهدمها بدعوى مخالفة قوانين البناء، وسط اتهامات من السكان بأن القرار “استهداف سياسي وديني”.
كما شهدت منطقة سامبهال في الولاية نفسها هدم مسجد وقاعة أفراح بمساحة 30 ألف قدم مربع، قالت السلطات إنها مقامة على أرض عامة، فيما أكد الأهالي أنها بُنيت بتبرعات المجتمع المحلي. وتم تنفيذ عملية الهدم تحت حماية أمنية مشددة مع فرض قيود على حركة السكان.
وتعكس هذه الوقائع، بحسب المراقبين، اتجاهاً مقلقاً يتمثل في توظيف القوانين الإدارية ومشاريع التطوير العمراني كأدوات لهدم المساجد أو تقويضها تدريجياً، ما يثير تساؤلات حول جدوى الضمانات الدستورية التي تكفل حرية الدين وحقوق الأقليات.
ويرى خبراء قانونيون أن التفسيرات القضائية المتباينة للقوانين الخاصة بالأوقاف والبناء تُستخدم لتبرير هذه الإجراءات، بينما يؤكد ممثلو المجتمع المسلم أن ما يحدث يمثل استهدافاً ممنهجاً لهويتهم الدينية والثقافية.
ويحذر ناشطون من أن استمرار هدم المساجد التاريخية والمعالم الدينية، من أحمد آباد إلى قرى أوتار براديش، قد يؤدي إلى مزيد من التوتر الطائفي ويقوض مبادئ التعددية التي قامت عليها الدولة الهندية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى