العراق

جفاف غير مسبوق يحوّل بحيرة آمرلي إلى أرض قاحلة ويهدد حياة السكان في صلاح الدين

جفاف غير مسبوق يحوّل بحيرة آمرلي إلى أرض قاحلة ويهدد حياة السكان في صلاح الدين

تحوّلت بحيرة “آمرلي” في محافظة صلاح الدين وسط العراق إلى أرضٍ جرداء قاحلة بعد أن كانت لسنواتٍ مصدراً حيوياً لريّ المزارع وتربية المواشي وصيد الأسماك، ووجهةً مفضّلة للعائلات الباحثة عن الاستجمام، في مشهدٍ يعكس عمق أزمة الجفاف التي تضرب البلاد.
وأكد قائممقام قضاء آمرلي، ميثم نوري، أنّ البحيرة التي تُعدّ الخزين المائي الوحيد للمنطقة جفّت بالكامل للمرة الأولى في تاريخها، واصفاً ما جرى بأنّه “الأسوأ منذ أكثر من قرن”، موضحاً أنّ قلّة الأمطار واستمرار الجفاف أدّيا إلى انحسار المياه تماماً.
ويصف سكان المنطقة الجفاف بأنه “خسارة مزدوجة”، إذ لم يقتصر على تأثيره البيئي فحسب، بل طال حياة الناس وذكرياتهم. وتقول ندى العواد، وهي موظفة من مدينة تكريت، إنّ البحيرة كانت المكان الأحبّ لعائلتها خلال العطلات، إذ كانت تقصدها مع أطفالها كل صيف، مضيفةً بأسى: “اختفى كل شيء، المياه والضحكات معاً، لكن الأمل بعودتها لا يزال قائماً”.
وبحسب تقارير رسمية، يعود جفاف البحيرة إلى تراجع معدلات الأمطار وانخفاض منسوب الخزين المائي في سد العظيم الذي كان يغذيها، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة وضعف الإمدادات المائية وغياب الخطط الحكومية لمعالجة الأزمة.
ويرى الباحث الاجتماعي مهند الطائي أنّ اختفاء بحيرة آمرلي لا يغيّر ملامح الطبيعة فحسب، بل يصيب الذاكرة الجماعية للسكان، قائلاً: “الأماكن الطبيعية ليست مجرد فضاءات جغرافية، بل محطات نفسية واجتماعية، وحين تختفي يشعر الناس وكأنهم فقدوا جزءاً من ذواتهم”.
وتشير وزارة الموارد المائية العراقية إلى أنّ الوضع المائي هذا العام هو الأسوأ منذ ثمانية عقود، إذ لا يحصل العراق إلا على أقل من 40% من استحقاقه المائي، فيما تراجع الخزين الاستراتيجي إلى نحو 10 مليارات متر مكعب فقط، ما ينذر بتفاقم الجفاف والتصحر في البلاد إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحفاظ على ما تبقّى من الموارد المائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى