ملف رفات الحرب العراقية الإيرانية يقترب من نهايته وسط تمسك ذوي المفقودين بالأمل

ملف رفات الحرب العراقية الإيرانية يقترب من نهايته وسط تمسك ذوي المفقودين بالأمل
بعد أكثر من ثلاثة عقود على انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، يواصل العراق وإيران جهود تبادل رفات ضحايا الحرب، في إطار ملف إنساني معقد يشرف عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ورغم التقدم في الإجراءات، يظل ذوو المفقودين متمسكين بالأمل في لحظة وداع أبنائهم.
وأكد مدير الإعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، أن “هناك مفقودين من الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت منذ أكثر من ثلاثة عقود، وعندما يصل رفات المفقود بعد التأكد من هويته يمثل ذلك ردّاً للجميل لذويه ومسؤولية أخلاقية من الدولة”. وأضاف الخفاجي أن “التحقق من هوية الرفات يتم عبر منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والدوائر المختصة، باستخدام تحليل الحمض النووي (DNA) لتحديد البصمة الوراثية لكل عائلة”، موضحاً أن رفات البعض تأتي مصحوبة بأوراق ثبوتية، فيما يتم التعرف على مجهولي الهوية عبر التحليل الوراثي.
وأشار المسؤول إلى أن تبادل الرفات مع الجانب الإيراني يتم وفق آليات محددة تحددها اللجان المختصة، وأن الملف دخل مراحله النهائية بعد جهود كبيرة على مدار السنوات الماضية. وأكد أن عمليات التبادل السابقة، التي تمت برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، شملت دفعات متعددة من رفات الجنود العراقيين والإيرانيين، آخرها الأحد الماضي في منفذ الشلامجة الحدودي بمحافظة البصرة، حيث تم تبادل 70 رفات عراقية و48 إيرانية، معظمها مجهولة الهوية.
ويتم تنفيذ هذه العمليات وفق اتفاق جنيف لعام 2008، الذي وقع تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما لا تزال الإحصاءات الرسمية بشأن إجمالي ما تم تسليمه واستلامه غير متوفرة. وتشير وزارة الدفاع إلى أن اللجان المشتركة أنجزت جهداً كبيراً واقتربت من إغلاق الملف، بينما يظل الطريق أمام ذوي المفقودين طويلاً، إذ تمثل كل دفعة من الرفات بصيص أمل لهم بعد انتظار طويل.
ويُعد ملف المفقودين أحد أكثر الملفات الإنسانية تعقيداً، حيث يتقاطع فيه البُعد العاطفي مع البُعد السياسي والإنساني، ويضطلع فيه الصليب الأحمر بدور محوري في الإشراف على عمليات البحث والتبادل وضمان مطابقتها للمعايير القانونية والإنسانية. وتظل جهود الحكومة العراقية، بالتعاون مع إيران والمنظمات الدولية، متمسكة بإغلاق الملف بعد أكثر من ثلاثة عقود على نهاية الحرب، التي اندلعت في 22 سبتمبر 1980 وانتهت في 8 أغسطس 1988، ولقبت بـ”حرب الخليج الأولى”.