مدن سودانية محاصرة تواجه المجاعة.. ومدنيون يقتاتون أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة

مدن سودانية محاصرة تواجه المجاعة.. ومدنيون يقتاتون أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة
يعيش آلاف المدنيين السودانيين في مدن محاصرة غرب وجنوب البلاد أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث اضطر كثيرون إلى أكل أوراق الأشجار بعد نفاد الطعام وانقطاع المساعدات عن المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أوردته وكالة “فرانس برس”.
وتشير التقارير إلى أنّ الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين الطرفين خلفت عشرات الآلاف من القتلى، فيما تهدد المجاعة ملايين العالقين في مدن مثل الفاشر عاصمة شمال دارفور، وكادوقلي وديلنغ في جنوب كردفان، والتي تُحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم، مانعة وصول المساعدات إليها.
وفي شهادات مؤلمة نقلتها الوكالة، قال عمر آدم، أحد النازحين من مخيم أبو شوك في الفاشر، إنّ “كل شيء انعدم حتى الأمباز” – وهو طعام حيواني كان يلجأ إليه السكان كبديل للطعام. وأضاف أنّ أغلب الأهالي يقضون أيامهم في الملاجئ التي حفروها بأيديهم خوفًا من القصف المتواصل.
وتقول حليمة عيسى، وهي أم لثلاثة أطفال فقدت زوجها في قصف مدفعي، إنّ عائلتها تعتمد على “وجبة التكية”، وهي مطبخ عام يقدم الطعام المجاني للسكان. “حين تتوقف التكية لا نأكل، وإذا مرض أحد الأطفال لا علاج”، تقول حليمة.
وتؤكد منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، أنّ المدنيين الذين يحاولون الخروج من الفاشر يتعرضون “لعمليات قتل واختطاف وابتزاز”، فيما أظهرت صور الأقمار الصناعية بناء قوات الدعم السريع جدارًا بطول 68 كيلومترًا حول المدينة، لا يترك سوى مخرج واحد يخضع للسيطرة والابتزاز.
وفي جنوب كردفان، يواجه سكان كادوقلي والدلنج أوضاعًا مشابهة، إذ تقول هاجر جمعة (28 عامًا): “نأكل وجبة واحدة في اليوم، وأحيانًا لا شيء على الإطلاق، فنلجأ لأوراق الشجر”. بينما يؤكد الطبيب حسن أحمد أنّ “الناس يموتون كل يوم أمامنا، وكان من السهل إنقاذهم لو توفرت أبسط الأدوية”.
وحذّرت منظمة “يونيسف” من أنّ أكثر من 63 ألف طفل في جنوب كردفان يعانون من سوء تغذية حاد، في وقت تواصل فيه الأطراف المتحاربة نهب المساعدات الإنسانية. فقد أفاد متطوعون في الدلنج بأنّ الجيش استولى على شحنات غذائية مرسلة من “يونيسف” وبرنامج الأغذية العالمي، وقام ببيعها في الأسواق بدل توزيعها على المحتاجين.
وباتت لجان المقاومة تصف الفاشر بأنها “مشرحة مفتوحة تنزف من كل الجهات”، وسط استمرار القصف وسقوط الضحايا يوميًا في ظل صمت دولي وتباطؤ في إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة.