دراسة: الشباب في النمسا يُقبلون على الدين والروحانية بحثاً عن الهوية والسلام النفسي

دراسة: الشباب في النمسا يُقبلون على الدين والروحانية بحثاً عن الهوية والسلام النفسي
تشير دراسات حديثة في النمسا إلى أنّ فئة الشباب، ولا سيّما الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عاماً، تُظهر اهتماماً متزايداً بالدين والممارسات الروحية، في محاولة للبحث عن الهوية والمعنى في مجتمعٍ يتّسم بالحداثة والتغيّر السريع.
وبحسب دراسة القيم الأوروبية، فإنّ 43% من الشباب النمساويين يعتبرون الدين “مهماً جداً” في حياتهم، وهو ما يعكس توجهاً لافتاً نحو الإيمان والمشاركة في الطقوس الدينية بعد سنواتٍ من التراجع العام في التدين داخل أوروبا الغربية.
وقالت الباحثة في علم اللاهوت ريجينا بولاك، في مقابلة مع صحيفة كلاين تسايتونغ النمساوية، إنّ الشباب اليوم “ينظرون إلى الدين كوسيلة للسلام الداخلي والدعم في الحياة اليومية”، مشيرةً إلى أنّ العديد منهم يجدون في المشاركة بالاحتفالات والطقوس الدينية نوعاً من الطمأنينة والانتماء الاجتماعي.
ولا يقتصر هذا الميل على الممارسات الشعائرية فحسب، إذ تؤكّد الدراسات أنّ المعتقدات الدينية تلعب دوراً مؤثراً في تشكيل مواقف الشباب تجاه القضايا الأخلاقية الحساسة، مثل قضية “الانتحار بمساعدة الغير”، التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمعات الغربية.
وتُظهر البيانات أنّ المعارضة الأشد لمثل هذه الممارسات جاءت من الشباب المسلمين والمسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس، ما يعكس استمرار تأثير الدين في توجيه القيم الأخلاقية بين الأجيال الجديدة.
ويرى خبراء الاجتماع والدين أنّ هذا التوجه يُعبّر عن بحث الجيل الجديد في النمسا عن التوازن الروحي والمعنى amid ضغوط الحياة الحديثة، وقد يشكّل نموذجاً يمكن أن يُحتذى به في مجتمعات أوروبية أخرى تشهد تراجعاً في الانتماء الديني.