على نهج البعث.. جدل واسع بعد إلغاء الحكومة المؤقتة للأعياد القومية والمناسبات الوطنية في سوريا

على نهج البعث.. جدل واسع بعد إلغاء الحكومة المؤقتة للأعياد القومية والمناسبات الوطنية في سوريا
أثار مرسوم حكومي جديد في سوريا جدلاً واسعاً، بعد أن تضمن إلغاء عدد من المناسبات الوطنية والأعياد القومية الخاصة بالمكونات السورية، في خطوة اعتبرها ناشطون ومراقبون تكريساً لنهج الإقصاء الثقافي والتنوع المجتمعي، وسياسات حزب البعث السابقة.
وأصدرَت الحكومة السورية المؤقتة المرسوم رقم (188) لعام 2025، الذي تضمّن تعديلات على قائمة العطل الرسمية، مقصياً بذلك المناسبات الوطنية وأعياد المكونات، مثل عيد نوروز في 21 آذار/مارس، الذي يحتفل به الشعب الكردي وسائر الشعوب الآرية، ويُعد من أقدم الأعياد في التاريخ، إذ يعود إلى عام 612 قبل الميلاد، ويحتفل به قرابة 300 مليون شخص حول العالم بحسب منظمة اليونسكو.
كما تجاهل المرسوم عيد أكيتو، رأس السنة البابلية الآشورية، الذي يصادف الأول من نيسان/أبريل، ويُعد عيداً قومياً للسريان والآشوريين والكلدان، ويعود تاريخه إلى أكثر من ستة آلاف عام في حضارات بلاد ما بين النهرين.
وشمل الإلغاء أيضاً عيد الشهداء الذي يصادف السادس من أيار/مايو، وهو اليوم الذي أعدم فيه العثمانيون عدداً من المثقفين والمناضلين السوريين في ساحة المرجة بدمشق عام 1916، وقد أُدرج هذا اليوم في المناسبات الوطنية منذ عام 1946 تخليداً لتلك التضحيات.
واعتبر ناشطون وصحفيون أنّ هذه الخطوة تُعيد البلاد إلى ممارسات النظام البعثي الذي كان يمنع إقامة الاحتفالات بعيد نوروز ويعتقل المشاركين فيه، مؤكدين أنّ التعديلات الجديدة تمثل «محاولة لإلغاء التنوع الثقافي في سوريا ومحو الذاكرة الوطنية المشتركة التي شكّلت هوية البلاد عبر تاريخها الطويل».