اليمن

صفقة تهجير الغزيين إلى ليبيا تثير جدلاً واسعاً ورفضاً شعبياً

صفقة تهجير الغزيين إلى ليبيا تثير جدلاً واسعاً ورفضاً شعبياً

تصاعد الجدل في الأوساط الليبية والعربية بعد تداول أنباء عن خطط تهدف إلى تهجير جزء من سكان قطاع غزة إلى ليبيا، في إطار ما وُصف بـ”ترتيبات أميركية – إسرائـ،ـيلية” لإنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع.
ورغم نفي السفارة الأميركية في ليبيا صحة هذه التقارير، إلا أن التسريبات لم تتوقف، حيث تشير معلومات متداولة إلى أن الملف كان حاضراً في محادثات بين مسؤولين أميركيين وأطراف السلطة المنقسمة في ليبيا، شرقاً وغرباً. وبحسب ما يتم تداوله، فإن الخطة تتحدث عن نقل ما يقرب من مليون فلسطيني إلى ليبيا، التي لا يتجاوز عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، في خطوة وُصفت بأنها “مشروع تهجير خطير” قد يغير ملامح المنطقة.
مصادر غربية مطلعة أوضحت أن ما يجري الحديث عنه لا يزال في إطار “الأفكار الأولية” ولم يتطور إلى خطة تنفيذية، مشيرة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه مثل هذه المقترحات، بدءاً من الرفض العربي القاطع لأي مخططات تهجير، وصولاً إلى الوضع الأمني والسياسي الهش في ليبيا. كما أكدت هذه المصادر أن دولاً أوروبية تعارض بشدة أي محاولات لتحويل الفلسطينيين إلى “مهاجرين غير شرعيين” عبر السواحل الليبية.
مراقبون للشأن السياسي في الشرق الأوسط أشاروا إلى أن استمرار تداول مثل هذه التسريبات قد يكون “بالون اختبار” لقياس ردود الأفعال الشعبية والسياسية، مؤكدين أن الأطراف الليبية المتصارعة على السلطة غالباً ما تبحث عن دعم دولي للبقاء، وهو ما قد يتيح للقوى الخارجية ممارسة ضغوط لتمرير خطط تخدم مصالحها في المنطقة.
ويرى محللون سياسيون أن بعض القوى الليبية قد تُغرى بوعود اقتصادية ودعم سياسي مقابل تمرير مخططات تهجير الفلسطينيين، ربما تحت غطاء برامج إعادة إعمار غزة أو توفير فرص عمل للفلسطينيين، فيما يحذر آخرون من أن مثل هذه الخطط قد تُنفذ تدريجياً وبطرق ملتوية.
في المقابل، يؤكد متابعون للشأن الليبي أن الشعب الليبي يرفض بشدة أي محاولات للمساس بالقضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن هذا الرفض الشعبي يشكل عائقاً كبيراً أمام أي محاولة لتنفيذ مخططات تهجير.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائـ،ـيلية على غزة منذ هجوم 7 تشرين الأول 2023، حيث يرى محللون أن تل أبيب تسعى إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع عبر التهجير، وقد طُرحت عدة دول، بينها ليبيا، كوجهات محتملة. لكنهم يشددون على أن صمود الفلسطينيين ورفضهم مغادرة أرضهم، إلى جانب الموقف الشعبي العربي الرافض، سيبقى الحاجز الأكبر أمام أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى