تصاعد موجة عداء للمسلمين في نيوزيلندا.. تمزيق علم عليه كلمة التوحيد وإحراق رموز دينية

تصاعد موجة عداء للمسلمين في نيوزيلندا.. تمزيق علم عليه كلمة التوحيد وإحراق رموز دينية
شهدت مدن نيوزيلندا، وعلى رأسها أوكلاند، موجة من المظاهرات الغاضبة قادها زعماء دينيون متطرفون، أبرزهم براين تامكي، زعيم كنيسة “ديستني”، رافعين شعارات معادية للمهاجرين، وخصوصاً المسلمين. وردد المشاركون هتافات مثل “الإيمان، العلم، العائلة”، في الوقت الذي أقدموا فيه على تمزيق علم يحمل كلمة التوحيد، وإحراق أعلام تمثل الإسلام، والهندوسية، والبوذية، وفلسطين، في مشهد يعكس تصاعد الكراهية الدينية في البلاد.
وأدى المتظاهرون رقصات “الهاكا” التقليدية بعد كل عملية حرق أو تمزيق، في محاولة لاستعراض القوة وإرسال رسائل ترهيب ضد المهاجرين، في وقت حذر فيه مراقبون من أن هذه الأفعال تمثل استعداءً خطيراً ضد المسلمين، وتهديداً مباشرًا للسلم المجتمعي.
تأتي هذه الأحداث في سياق تصاعد مشاعر العداء تجاه المسلمين، إذ أظهر استطلاع حديث أن أكثر من 85% من المسلمين في نيوزيلندا يعتقدون بوجود إسلاموفوبيا متجذرة، فيما أكد أكثر من نصفهم أنهم تعرضوا للتمييز المباشر خلال حياتهم اليومية.
وكانت تصريحات لرئيس لجنة حقوق الإنسان في نيوزيلندا، ستيفن رينبو، في يونيو 2025، قد أثارت جدلاً واسعاً عندما وصف هجرة المسلمين بأنها “تهديد للمجتمع اليهودي”، ما قوبل بموجة غضب كبيرة من منظمات إسلامية ويهودية على حد سواء، وأجبره لاحقاً على تقديم اعتذار علني.
يذكر أن نيوزيلندا شهدت في 15 مارس 2019 هجوماً إرهابياً دموياً استهدف مسجدين في مدينة كرايستشيرش أثناء صلاة الجمعة، نفذه الأسترالي اليميني المتطرف برينتون تارانت، وأسفر عن مقتل 51 مصلياً وإصابة العشرات. وقد أثار الهجوم موجة إدانات محلية ودولية، ومظاهرات واسعة في مدن عالمية مثل برلين تنديداً بالإرهاب المعادي للمسلمين.
على الصعيد الدولي، تتزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل مقلق، حيث أشار تقرير حكومي أسترالي صدر في سبتمبر 2025 إلى ارتفاع بنسبة 150% في الحوادث المعادية للمسلمين بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023. وحذّر التقرير من تأثير هذه الموجة على التماسك الاجتماعي، داعياً الحكومات لاتخاذ خطوات عاجلة للحد من خطاب الكراهية والتمييز الديني.
ويرى خبراء أن الإعلام الغربي يلعب دوراً محورياً في تعزيز الصور السلبية عن الإسلام، مما يفاقم من مشاعر الكراهية ويشجع على العنف ضد المسلمين. وتؤكد منظمات حقوقية أن مواجهة هذه الظاهرة العالمية تتطلب تعاوناً واسعاً بين الحكومات والمجتمعات لتعزيز قيم التسامح، ومحاسبة المحرّضين على العنف والتمييز الديني.