“الشركة الوطنية للهاتف النقال”.. هل اقتربت نهاية هيمنة شركتي “زين وآسيا سيل” في العراق؟

“الشركة الوطنية للهاتف النقال”.. هل اقتربت نهاية هيمنة شركتي “زين وآسيا سيل” في العراق؟
في تحول يوصف بالاستراتيجي، مضت الحكومة العراقية في تأسيس “الشركة الوطنية للهاتف النقال” بالتعاون مع شركة “فودافون” العالمية، وبمساهمة ثلاث جهات حكومية رئيسية هي وزارة الاتصالات، وهيئة التقاعد الوطنية، والمصرف العراقي للتجارة، في خطوة تهدف إلى إدخال الجيل الخامس (5G) وإنهاء هيمنة شركتي “زين العراق” و”آسياسيل” على سوق الاتصالات منذ سنوات.
وجاء المشروع بعد تصاعد الاستياء الشعبي من ضعف الشبكات وارتفاع الأسعار وتردي الخدمات، في ظل غياب المنافسة الحقيقية التي أبقت المواطن أسيراً لخيارات محدودة. وبحسب الحكومة، فإن الشركة الجديدة لا تقتصر على تقديم خدمات الجيل الخامس فحسب، بل تمثل ركيزة اقتصادية وتنموية لتعظيم إيرادات الدولة وصندوق التقاعد، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي رعى حفل توقيع عقد التأسيس، أكد أن دخول جهات حكومية لتأسيس شركة اتصالات يعد سابقة تهدف إلى خلق منافسة فعلية، مشدداً على أن المشروع لا يقيّد القطاع الخاص، بل يحفزه لتقديم خدمات أفضل. كما أوضح أن فتح باب الاكتتاب أمام المواطنين سيمنحهم فرصة للمساهمة المباشرة في رأس مال الشركة.
المختصون من جهتهم وصفوا الخطوة بأنها “تاريخية”، إذ تمثل بداية كسر الاحتكار الذي كرسته “زين” و”آسياسيل”، مؤكدين أن دخول لاعب وطني مدعوم حكومياً وبخبرة “فودافون” سيغير موازين السوق. الباحث المالي مصطفى حنتوش عدّ التعاون مع الشركة البريطانية فرصة استراتيجية، فيما رأى الخبير التكنولوجي سامر الظفيري أن نجاح المشروع مرهون بقدرة الشركة الوطنية على تقديم خدمات متطورة وجذابة ضمن معايير صارمة للجودة.
تجدر الإشارة إلى أن شركات الاتصالات القائمة تواجه انتقادات واسعة بشأن سوء الخدمات وتراكم الديون الضخمة على الدولة، حيث كشف ديوان الرقابة المالية عن مئات المليارات المترتبة بذمتها. ويرى مراقبون أن إطلاق الشركة الوطنية سيجبر هذه الشركات على تحسين عروضها، ويفتح الباب أمام منافسة حقيقية تعزز التحول الرقمي وتدعم الاقتصاد غير النفطي في العراق.