أمريكا

مجلة إيطالية مستقلة تُعيد فتح مِلف 11 سبتمبر: “مخطّط لها لشرعنة الحروب في المنطقة”

مجلة إيطالية مستقلة تُعيد فتح مِلف 11 سبتمبر: “مخطّط لها لشرعنة الحروب في المنطقة”

نشرت المجلة الإيطالية المستقلة تقريرًا مطولًا يشكك في الرواية الرسمية لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ويصفها بأنها “حادثة مُستغلَّة سياسيًا” استُخدمت كذريعة لشن سلسلة من التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط، وفق تحليلات استندت إلى وثائق وشهادات ومراجع أكاديمية.
وأشَارَ التقرير إلى أن الهجمات، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 3 آلاف شخص، أصبحت محورًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية الأمريكية، حَيثُ ساعدت في تشكيل رأي عام داخلي ودولي يدعم حربًا على “الإرهاب”، أَدَّت بدورها إلى غزو أفغانستان عام 2001، ثم العراق عام 2003، وتدخلات لاحقة في سوريا وليبيا.
واعتبر التقرير أن هذه التحَرّكات ساهمت في تعزيز النفوذ العسكري الأمريكي في منطقة تضم أكثر من ثلث احتياطي النفط العالمي، كما عززت أرباح قطاع الصناعات العسكرية، مُشيرًا إلى تقارير سابقة للكاتب الفرنسي تييري ميسان، صاحب كتاب “11 سبتمبر: الكذبة الكبرى”، الذي كان من أوائل من طرح تساؤلات منهجية حول الثغرات في التحقيق الرسمي.
كما لفت التقرير إلى أن الحملات الإعلامية اللاحقة ساهمت في تعميق صورة نمطية عن الإسلام والمسلمين؛ ما أَدَّى إلى تصاعد ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في الغرب، وتشريع سياسات مراقبة وقمع تستهدف مجتمعات مسلمة داخل الولايات المتحدة وأُورُوبا.
وَأَضَـافَ التقرير أن بعض الجهات ترى في الجماعات المتطرفة مثل القاعدة ود1عش “أدوات تُستخدم وتُدار” لتحقيق أهداف جيوسياسية، لا سِـيَّـما في تعميق الانقسامات الداخلية بالمنطقة وخلق حالة من عدم الاستقرار تبرّر الوجود العسكري المُستمرّ.
في المقابل، شدّدت المجلة على أن هذه التحليلات لا تنفي وقوع هجمات مروعة، لكنها تدعو إلى إعادة فحص السياقات السياسية والاقتصادية التي تلت الأحداث، وتساءلت: “هل يمكن لدولة أن تُضحي بآلاف من مواطنيها لتحقيق مصالح استراتيجية؟”
ويأتي هذا التقرير في وقت تتزايد فيه المطالبات في بعض الدوائر الأكاديمية والأُورُوبية بإعادة فتح ملفات 11 سبتمبر، خَاصَّة مع تقارير جديدة تكشف عن تجاوزات في التحقيقات الأولية، رغم تأكيد الحكومات الغربية على سلامة النتائج الرسمية.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلة، التي تُعرف بمواقفها النقدية تجاه السياسات الأمريكية، ليست مرجعًا رسميًّا أَو مدعومًا من مؤسّسات أكاديمية، لكنها تمثل أحد أصوات التيار النقدي الذي يطالب بشفافية أكبر في التعامل مع أخطر الأحداث الحديثة في التاريخ المعاصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى