“د1عش الإرهـ،ـابي” يقتل 60 مدنياً في شرق الكونغو وسط تصاعد المخاوف من اتساع رقعة العنف

“د1عش الإرهـ،ـابي” يقتل 60 مدنياً في شرق الكونغو وسط تصاعد المخاوف من اتساع رقعة العنف
لقي 60 شخصاً على الأقل مصرعهم في هجوم دموي شنه متمردون مرتبطون بتنظيم “د1عش الإرهـ،ـابي”، استهدف تجمعاً من المدنيين كانوا يشيعون جنازة في منطقة نطويو بمقاطعة شمال كيفو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفق ما أكدته مصادر محلية وحكومية.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن العقيد ألان كيويوا، المسؤول المحلي في إقليم لوبيرو، أن الهجوم نفذته «القوات الديمقراطية المتحالفة» وأسفر عن نحو 60 قتيلاً، مشيراً إلى أن «الحصيلة النهائية ستُعلن في وقت لاحق». وأوضح أن السلطات نشرت فرقها في المنطقة لحصر عدد الضحايا الذين تم قطع رؤوسهم في مشهد يعكس وحشية المهاجمين.
وقالت ناجية من المجزرة إنها شاهدت المسلحين وعددهم يقارب عشرة أشخاص وهم يحملون المناجل ويأمرون الحاضرين بالتجمع في مكان واحد قبل أن يباشروا بقطع رؤوسهم، مضيفة أنها فقدت وعيها بعد سماع صرخات الضحايا.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد العنف الذي تشهده المنطقة منذ سنوات، حيث تنشط «القوات الديمقراطية المتحالفة» في الشريط الحدودي بين الكونغو وأوغندا، وقد أعلنت ولاءها لتنظيم “د1عش الإرهـ،ـابي” عام 2019. وعلى الرغم من العمليات العسكرية المشتركة بين كينشاسا وكمبالا، فإن التنظيم يواصل هجماته الدموية ضد المدنيين.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت مقاطعة إيتوري هجمات مماثلة، بينها هجوم على كنيسة في مدينة كوماندا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 34 شخصاً، وآخر في إيرومو أودى بحياة 66 شخصاً. هذه الهجمات المتكررة تعكس عجز السلطات عن وقف تمدد المتمردين الذين يستغلون الفراغ الأمني الناجم عن انشغال الجيش الكونغولي بجبهة أخرى ضد حركة «23 مارس» المدعومة من رواندا.
وفي هذا السياق، حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، من أن «القوات الديمقراطية المتحالفة استغلت الفراغ الأمني لتوسيع نشاطها».
ويرى مراقبون أن استمرار استهداف القرى الحدودية بمجازر متكررة يعمّق معاناة المدنيين الذين يقعون ضحايا صراع معقد تتداخل فيه أبعاد محلية وإقليمية، ويجمع بين ارتباط المتمردين بتنظيم “د1عش الإرهـ،ـابي” ودعم رواندا لمتمردي «23 مارس». هذا التشابك، وفق خبراء، يعقّد أي مساعٍ للحل ويجعل الأزمة مفتوحة على مزيد من التصعيد، في وقت تحتاج فيه الكونغو إلى مقاربة شاملة لا تقتصر على البعد العسكري، بل تعالج جذور التهميش وتعيد بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها.