العراق

في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري.. العراقيون يستحضرون مأساة عشرات الآلاف من المفقودين

في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري.. العراقيون يستحضرون مأساة عشرات الآلاف من المفقودين

مع حلول اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، يستعيد العراقيون واحدة من أعمق جراحهم الإنسانية، تلك التي خلفها النظام السابق حين جعل من الاختفاء القسري سياسة ممنهجة لإسكات الأصوات المعارضة وبث الرعب داخل المجتمع.
فقد غُيِّب عشرات الآلاف من العراقيين قسراً، من الشيعة الذين تعرّضوا لاعتقالات جماعية بعد انتفاضة عام 1991، إلى الأكراد الذين واجهوا حملات الأنفال عام 1988، حيث اختفى آلاف القرويين بينهم نساء وأطفال، قبل أن يُكتشف كثير منهم لاحقاً في المقابر الجماعية المنتشرة بأنحاء البلاد.
الاختفاء القسري، كما يؤكد الحقوقيون، لم يكن مجرد انتهاك فردي، بل جريمة ضد الإنسانية استهدفت المجتمع بأسره، إذ استُخدم كأداة لقمع المكونات العراقية وتصفية المعارضين. واليوم، تمثل هذه الذكرى مناسبة لتذكير العالم بحجم المأساة، ودعوة لدعم العوائل التي ما تزال تبحث عن الحقيقة ومصير أحبائها.
ويشير مختصون إلى أن توثيق هذه الجرائم ضرورة وطنية وإنسانية في آن واحد، من خلال:
– جمع شهادات الناجين وذوي الضحايا وحفظها في أرشيف وطني.
– إنشاء قاعدة بيانات وطنية–أممية لحصر حالات الاختفاء القسري.
– إصدار تقارير سنوية باللغتين العربية والإنكليزية لتكون مرجعاً أكاديمياً وحقوقياً.
– تطوير منصة تفاعلية رقمية بعنوان “ذاكرة العراق المفقودة” لتوثيق القصص والخرائط والمستندات.
هذه الجهود، كما يؤكد ناشطون، ليست فقط لحفظ الذاكرة الوطنية، وإنما لضمان حقوق الضحايا ومساءلة المتورطين، باعتبار أن الحق في معرفة الحقيقة والعدالة لا يسقط بالتقادم.
وفي وقت ما تزال فيه عائلات عراقية تبحث عن مصير أحبائها، يبقى هذا اليوم العالمي جرس إنذار للمجتمع الدولي بأن الصمت على جرائم الاختفاء القسري قد يفتح الباب لتكرارها في أماكن أخرى من العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى