فايننشال تايمز: عودة المجاعات إلى العالم بسبب استخدام الغذاء كسلاح

فايننشال تايمز: عودة المجاعات إلى العالم بسبب استخدام الغذاء كسلاح

حذّرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية من عودة ظاهرة المجاعات إلى العالم بعد عقود من التراجع، مؤكدة أنّ الغذاء بات يُستخدم كسلاح في النزاعات المسلحة، فيما تتراجع قدرة المجتمع الدولي على مواجهتها.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أنّ مناطق مثل السودان وأفغانستان واليمن وقطاع غزة تشهد تفاقم أزمة الجوع، حيث أعلنت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة مؤخراً عن مجاعة في غزة وصفتها بأنها “من صنع الإنسان بالكامل”، وسط عجز إنساني متزايد في ظل القيود المفروضة على إيصال المساعدات.
وأوضح خبراء أنّ عودة المجاعات ترتبط بعوامل عدة أبرزها ضعف الاستجابة الإنسانية نتيجة تراجع الالتزام بالتعددية الدولية وتقليص ميزانيات المساعدات، فضلاً عن صعود أنظمة استبدادية تستخدم الحصار وقطع الإمدادات الغذائية كأدوات حرب.
وأشار التقرير إلى أنّ السودان يشهد واحدة من أخطر الأزمات الغذائية في العالم، حيث يعاني نحو 25 مليون شخص من فقدان الأمن الغذائي الحاد نتيجة الصراع المستمر، فيما تعاني مدينة الفاشر في إقليم دارفور حصاراً خانقاً منع وصول المساعدات إلى مئات آلاف المدنيين.
وبيّن خبراء أنّ تعريف المجاعة وفق “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” يشترط وصول نسبة من السكان إلى مستويات كارثية من الجوع وسوء التغذية والوفيات، وهو ما تحقق في عدة مناطق حول العالم مؤخراً.
وخلص التقرير إلى أنّ عودة المجاعة بعد أن كادت تختفي حتى مطلع الألفية يعكس “أزمة مضاعفة من اللامبالاة والإفلات من العقاب”، محذراً من أنّ الجوع لم يعد مجرد كارثة إنسانية، بل أداة للصراع تقوّض استقرار المجتمعات وتهدد أجيالاً كاملة.