انطلاق المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين في كربلاء المقدسة

انطلاق المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين في كربلاء المقدسة
شهد الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة، انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين، تحت شعار “زيارة الأربعين.. تجسيد للقيم الروحية والتقدم العلمي”، بمشاركة شخصيات علمية ودينية وأكاديمية من داخل العراق وخارجه.
ويُنظم المؤتمر مركز كربلاء للدراسات والبحوث بالتعاون مع جامعة بغداد والمجلس الأكاديمي العلمي لزيارة الأربعين، حيث يهدف إلى ترسيخ البعد الروحي والعلمي لهذه المناسبة العظيمة، وتعزيز حضورها في ساحة البحث الأكاديمي والفكري.
أكد المؤتمرون أن الدين الإسلامي، كهوية فكرية وعقائدية، واجه عبر العصور تحديات كبيرة من قبل بعض الحكام الذين سعوا إلى توظيفه أداة للسلطة والهيمنة، مع استهداف أهل البيت (عليهم السلام) وحرمانهم من مراتبهم الشرعية. وفي هذا السياق، أبرز المتحدثون دور أهل البيت (عليهم السلام) في مواجهة تلك التحديات، وقدموا مثالًا بنهضة الإمام الحسين (عليه السلام) ومسيرة زيارة الأربعين باعتبارها شاهدًا حيًا على تلك التضحيات.
وأشار الباحثون إلى أن الإمام الحسين (عليه السلام) قد ترك جسده في كربلاء، لكنه بقي فكرًا وروحًا ومنهجًا خالدًا، تُستلهم منه دروس التضحية والإباء والوقوف في وجه الظلم والطغيان، لتظل صرخته منارة للأحرار على مر العصور.
كما شدد المؤتمر على ضرورة حماية المؤسسات العلمية والبحثية في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، مبيّنًا أن الصراع اليوم يتمحور بين معسكر الإيمان والعقيدة من جهة، ومعسكر الإلحاد والتيارات العلمانية المبتذلة المتغلغلة عبر العولمة الافتراضية من جهة أخرى. ودعا العلماء والباحثين إلى تكثيف الجهود لتوعية الشباب وتعزيز وعيهم الثقافي والفكري في مواجهة هذه التحديات.
وتطرق المشاركون إلى عالمية الثورة الحسينية وزيارة الأربعين، باعتبارها صوتًا صادقًا ضد الظلم والطغيان، خرج من كربلاء ليصل إلى أصقاع العالم، مؤكدين أن تضحيات الإمام الحسين وأصحابه (عليهم السلام) تمثل نموذجًا خالدًا للعدل والحق وأيقونة للمبادئ السامية في تاريخ الإنسانية.
وختم المؤتمر بالإشارة إلى شمولية زيارة الأربعين التي تجمع ملايين الزائرين من مختلف الجنسيات والثقافات، مجسدين قول الرسول الأَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أحب قومًا حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم». حيث تؤكد هذه المشاركة على وحدة الهدف والروحانية المشتركة، وعلى القيم الإنسانية والإيمانية التي تمثل جوهر الزيارة المباركة.