مرور 58 عاماً على ذكرى “انتفاضة صفر” وإصرار العراقيين على إحياء زيارة الأربعين

مرور 58 عاماً على ذكرى “انتفاضة صفر” وإصرار العراقيين على إحياء زيارة الأربعين
استذكر العراقيون، أمس، الذكرى السنوية لانتفاضة صفر التي وقعت خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام عام 1977، والتي شهدت اعتقال الآلاف من الشباب والنساء وكبار السن وعلماء الدين، إضافة إلى إعدام آخرين في سجون النظام البعثي.
انطلقت الانتفاضة كرد فعل على منع النظام المباد للمسير سيراً على الأقدام نحو كربلاء المقدسة لإحياء زيارة الأربعين، وذلك بعد قرار منع إقامة الشعائر الحسينية ومراسم عاشوراء والمسيرات الراجلة.
بدأت الاحتجاجات بتعليق منشورات تدعو إلى المشاركة في المسيرة من مناطق عدة في النجف، رغم الحملة الأمنية التي شنتها قوات النظام، حيث انطلقت الجموع في الخامس عشر من صفر صوب كربلاء، رافعين شعارات تندد بمنع الشعائر، وخاضت مواجهات مع قوات الأمن خلال الطريق، حيث قضت ليلتها في منطقة خان الربع.
واصلت المسيرة طريقها في اليوم التالي، رغم الملاحقات الأمنية، وتوقفت للراحة في منطقة خان النص، حيث استمرت الحراسة الليلية تحسباً لأي هجوم. وفي السابع عشر من صفر، تعرضت المسيرة لهجوم أدى إلى مقتل أول شهيد، السيد محمد الميالي، ما دفع المئات لمهاجمة مراكز الشرطة والانضمام للمسيرة التي استمرت حتى منطقة خان النخيلة، حيث التحقت بها قبائل محلية.
حاولت الحكومة البعثية وقف المسيرة عبر إرسال ممثل روضة الحيدرية دون جدوى، قبل أن تصل القوات العسكرية إلى مناطق قريبة، وازدادت حدة الأجواء مع هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة.
مع اقتراب المسيرة من كربلاء في التاسع عشر من صفر، تصاعدت إجراءات النظام، فتم نشر دبابات وسيارات مصفحة وقوات مسلحة لمنع دخول الزائرين، وتم اعتقال أعداد كبيرة من المشاركين بينهم علماء دين، فيما تمكن آخرون من الفرار عبر طرق فرعية.
وفي يوم العشرين من صفر، أثناء تجمع المعزين حول العتبتين الحسينية والعباسية، أثارت قوات الأمن الذعر بإشاعة وجود قنبلة داخل ضريح الإمام الحسين، ثم استغلت الفوضى لاعتقال المزيد من الشباب وإراقة دماء العديد من المشاركين.
رغم هذه الأحداث، استمرت الأجيال العراقية في إحياء زيارة الأربعين، مؤكدين إصرارهم على تمسكهم بهذه المناسبة الدينية والاجتماعية المهمة، التي تجاوزت الحدود لتشكل رمزاً للوحدة والتلاحم.