الهيئات و الشعائر الحسينية

تسعون عاماً من الوفاء… خادمة الحسين (عليه السلامه) التي لم تغب عن طريق كربلاء

تسعون عاماً من الوفاء… خادمة الحسين (عليه السلامه) التي لم تغب عن طريق كربلاء

من عمق جنوب العراق، حيث الأرض تنطق بالعشق الحسيني، تخرج من بين الأزقة الترابية في ناحية “الطار” بمحافظة ذي قار، قصة امرأة حملت حب الإمام الحسين “عليه السلام” على كتفيها لأكثر من تسعة عقود.
الحاجة المعروفة بـ “أم لفتة”، والتي تعدّ أيقونة الخدمة الحسينية، لم تفوّت موسماً واحداً من مواسم العزاء أو الزيارة، رغم تبدّل أنظمة الحكم وتنوع التحديات الأمنية والاقتصادية، فمنذ نعومة أظفارها وهي ترتدي السواد، وتعدّ الشاي بنار الحطب، وتفتح قلبها وبيتها وقِدرها لكل زائر مرّ على طريق كربلاء.
وفي زمن كانت الشعائر تُقام خفية، كانت “أم لفتة” تشعل شموع العزاء داخل منزلها، وتطبخ الطعام بيدين مرتجفتين لكنهّما ثابتتان على عهد العشق. واليوم، رغم تعب السنين، لا تزال تتقدّم صفوف الخدمة، تُشعل “وجاغ” الشاي بنفسها وتقدّمه للزائرين بنكهة الجنوب الممزوجة بالولاء.
لأكثر من (80) عاماً من خدمة الزائرين، وأكثر من جيل تربى على يدها، تحوّلت خلالها هذه المرأة من خادمة متفانية إلى ملهمة، ومن سيدة بيت إلى راعية موكب، ومن صوتٍ في الظل إلى روح تنير الطريق لكل محبّ لسيد الشهداء “عليه السلام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى