أمريكا

شاب مسلم يفتح أعين مدينة أمريكية بخطاب يوحّد ولا يفرّق: “الإسلام والمسيحية ينبعان من إرادة واحدة”

شاب مسلم يفتح أعين مدينة أمريكية بخطاب يوحّد ولا يفرّق: “الإسلام والمسيحية ينبعان من إرادة واحدة”

في مشهد استثنائي داخل قاعة مجلس مدينة “بروسبيكت هايتس” بولاية إلينوي الأمريكية، ألقى الشاب المسلم يوسف خطاباً لاقى اهتماماً واسعاً لما حمله من طرح هادئ وعميق كشف من خلاله أوجه التشابه الجوهرية بين الإسلام والمسيحية، في محاولة لتقويض الصور النمطية التي طالما غذّت سوء الفهم بين أتباع الديانتين.
يوسف، الذي وصف نفسه بـ”المسلم الذي يُسلّم أمره لله”، أوضح للحضور أن هذا المفهوم لا يختلف عما قاله يسوع نفسه في الإنجيل، حين أعلن التزامه بإرادة الله الآب، لا بمشيئته الخاصة. وأضاف أن “المسلم الحقيقي ليس شخصاً غريباً عن المسيحية، بل يشاركها في جوهر العقيدة”.
وفي مداخلته التي امتزجت فيها المعرفة بالنبرة الهادئة، قارن يوسف بين طريقة صلاة المسلمين من ركوع وسجود، وما ورد في الكتاب المقدس من مشاهد تصف كيف كان يسوع يركع ويسجد لله، متسائلاً: “إذا كانت الصلاة بهذا الشكل في كلي الديانتين، فأين هو الخلاف الحقيقي؟”
ولم يكتفِ يوسف بتوضيح المعاني العقائدية، بل تطرّق أيضاً إلى الجانب التاريخي اللغوي، حيث أشار إلى أن كلمة “مسيحي” لم يستخدمها يسوع أو تلاميذه، بل أُطلقت عليهم من قبل آخرين، في محاولة لتقريب الفهم حول الأصول المشتركة للديانتين بعيداً عن التصنيفات التي جاءت لاحقاً.
وفي ختام كلمته، شدّد يوسف على أن الإسلام، من خلال القرآن الكريم وسُنّة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، يؤكد على كرامة الإنسان والمساواة بين البشر بغض النظر عن اللون أو العرق أو الانتماء، مؤكداً أن رسالته لم تكن للدفاع عن دين، بل لإعادة تقديمه من خلال الجوامع الإنسانية التي تجمع الناس لا تفرّقهم.
خطاب يوسف أثار تفاعلاً إيجابياً داخل القاعة، واعتُبر دعوة صادقة لفهم مشترك يعبر الحواجز الدينية والثقافية، ويعيد فتح نوافذ الحوار بين أبناء المجتمع الأمريكي متعدد الأديان والثقافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى