آسیا

مسلمو آسام الهنود في مرمى الاستهداف العنصري الرسمي

مسلمو آسام الهنود في مرمى الاستهداف العنصري الرسمي

صعّد رئيس وزراء ولاية آسام الهندية هيمانتا بيسوا سارما من خطابه العدائي ضد من وصفهم بـ”الأجانب”، مركزًا هجومه على المواطنين المسلمين الناطقين باللغة البنغالية، في مشهد أثار موجات من الغضب والقلق داخل الأوساط الحقوقية والدينية في العالم الإسلامي.
وكان سارما، الذي تجاهل مطالبات رسمية بالاعتذار عن وصفه للبنغالية بأنها مؤشر على “الانتماء الأجنبي”، قد برّر حملات الإخلاء العنيفة التي تقودها حكومته بأنها استهدفت “غرباء” استقروا في مناطق يقطنها السكان الأصليون، متهمًا إياهم بتغيير “التركيبة الديموغرافية” للولاية.
هذا وقد بلغت هذه الحملات ذروتها في 12 تموز الجاري، حين أُجليت أكثر من 1,080 عائلة، وهُدمت 2,700 منشأة في منطقة غابة بايكان، بدعوى “استعادة” 140 هكتارًا من الأراضي.
ترافق ذلك مع خطاب تحريضي متصاعد يربط بين الهوية الإسلامية واللغة البنغالية بـ”التهديد الديموغرافي”، في تجاهل صارخ للمواثيق الحقوقية، وتغاضٍ تام عن حقيقة أن العديد من المستهدفين هم مواطنون هنود أصليون.
يأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة من حملات الإخلاء المنسقة التي طالت مناطق أخرى مثل دهوبري ولاكيمبور، حيث يتم تحويل الأراضي المُصادرة إلى مشاريع زراعية تُروّج لها الحكومة على أنها “تنموية”، فيما هي في حقيقتها عمليات إزاحة قسرية للأقليات، تجري تحت غطاء شعارات وهمية.
وفي تصريح لافت، تساءل سارما: “لماذا يسافر هؤلاء المسلمون مئات الكيلومترات ليستقروا في مناطق الأغلبية؟”، ملمّحًا إلى “خطة سياسية خفية” لتغيير أنماط التصويت، فيما يرى المراقبون أن تصريحاته لا تعدو كونها غطاء أيديولوجيًا لتكريس الإقصاء والتمييز.
من جانبه، سخر حزب المؤتمر الوطني من هذا الخطاب المسموم، مذكّرًا أن النشيد الوطني الهندي مكتوب باللغة البنغالية، متسائلًا: “فهل يصبح كل من ينطقها بنغلاديشيًا غير شرعي؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى