تصريحات “طبقية وطائفية” لوزير الثقافة السوري تثير عاصفة من الغضب ودعوات لإقالته

تصريحات “طبقية وطائفية” لوزير الثقافة السوري تثير عاصفة من الغضب ودعوات لإقالته
تصاعدت موجة غضب واسعة في الأوساط الشعبية والثقافية السورية، عقب تصريحات وصفها مراقبون بـ”الطائفية والمسيئة” أدلى بها وزير الثقافة السوري محمد ياسين الصالح، حيث تسببت كلماته في إثارة استياء شديد، لا سيما في أوساط أبناء الطائفة العلوية، الذين رأوا فيها تحقيرًا لفئتهم الاجتماعية وترويجًا لصورة نمطية مُهينة.
وجاءت تصريحات الوزير في مقطع مصوّر متداول، تحدث فيه عن أبناء الطائفة العلوية من خلال تصنيفات اجتماعية وطبقية حادة، ملمحًا إلى أن “العلوي الشريف ونظيف اليد” هو فقط من يعمل في وظائف متواضعة، بينما من يتبوأ المناصب أو يحسن وضعه المادي يُصنّف ضمن من وصفهم بالفاسدين، في تجزئة أثارت استهجانًا واسعًا.
وفي إحدى أكثر فقرات الفيديو إثارة للغضب، استعان الوزير الصالح بقصة شخصية لامرأة علويّة – زوجة ضابط صفّ سابق في الجيش – قال إنها عملت خادمة في منزله، مُستشهدًا بها كمثال للـ”علوي الشريف”، في تعبير أثار انتقادات لاذعة وُصف بـ”المتغطرس والمُهين”.
وردًا على هذه التصريحات، أصدرت كل من رابطة العلويين السوريين في أوروبا واتحاد المنظمات العلوية العالمي (IFAO) بيانات استنكار رسمي، عبّرت فيها عن رفضها المطلق لهذا النوع من الخطاب، الذي يرسّخ الانقسام الطائفي ويشوه صورة مكوّن أصيل من مكوّنات المجتمع السوري.
وأكدت تلك المنظمات أن تصريحات الوزير لا تعبّر عن روح الدولة ولا عن احترام التنوع السوري، بل تنم عن “فكر استعلائي مرفوض” يخلّف أثارًا سلبية داخل مجتمع منهك أصلًا من الحرب والانقسامات.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي حملات إلكترونية واسعة، طالبت بإقالة الوزير محمد ياسين الصالح فورًا، محملين الحكومة السورية مسؤولية استمرار مثل هذه التصريحات دون محاسبة، في وقت يحتاج فيه السوريون إلى خطاب جامع لا يفرّق بين أبناء الوطن الواحد على أسس طائفية أو طبقية.
ويرى مراقبون أن هذه الحادثة تعكس تزايد الاحتقان الاجتماعي في البلاد، في ظل تراكم الأزمات السياسية والاقتصادية، محذّرين من استغلال هذا النوع من الخطاب لزرع المزيد من الفتنة داخل المجتمع السوري المتنوع.