عشائر العراق تحيي شعيرة دفن الأجساد الطاهرة في كربلاء بمراسم “عزاء بني أسد”

عشائر العراق تحيي شعيرة دفن الأجساد الطاهرة في كربلاء بمراسم “عزاء بني أسد”
تنطلق بعد ظهر اليوم الأربعاء 13 محرّم 1447هـ، في مدينة كربلاء المقدسة، مراسيم “عزاء بني أسد” الخالد، بمشاركة واسعة من العشائر العراقية الغيورة، في إحياء شعيرة دفن الأجساد الطاهرة لشهداء واقعة الطف، بحضور حاشد تقدّمه الرجال والنساء على حد سواء.
وتنطلق مواكب العزاء الراجلة من مرقد السيد جودة المحنّه باتجاه مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، حيث ترفرف الرايات وترتفع اللطميات، في مشهد مهيب يستذكر واحدة من أعظم فصول المأساة الحسينية.
ويعود أصل هذه المراسم إلى ما قام به بنو أسد قبل أكثر من 14 قرناً، حين شاركوا الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دفن الأجساد الطاهرة للإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) بعد فاجعة عاشوراء، لتتحول هذه المشاركة إلى شعيرة سنوية تُجسّد الوفاء والولاء، وتحمل عبق التاريخ وروح الحزن النبيل.
وتتقدم قبيلة بني أسد مواكب العزاء، محاطة بجموع القبائل والهيئات الحسينية المشاركة، وهم يحملون المعاول والزنابيل وأدوات الدفن الرمزية، إلى جانب الرايات السوداء، مردّدين الأهازيج والعراضات العشائرية والقصائد التي تُجسّد عمق الارتباط بثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
وتُعد هذه الشعيرة من أبرز المراسم التي تمزج بين الحزن الحسيني والتقاليد العشائرية، مؤكدة حضور العشائر العراقية في كل عام لتجديد البيعة لسيد الشهداء، ومواساة النبي الأكرم وآل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم) بهذه الذكرى الدامية.