المرجع الشيرازي: طريق الإمام الحسين (عليه السلام) هو طريق التضحية ومواجهة الظلم بالفعل والثبات لا بالقول

المرجع الشيرازي: طريق الإمام الحسين (عليه السلام) هو طريق التضحية ومواجهة الظلم بالفعل والثبات لا بالقول
أكد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، أن نهج الإمام الحسين (عليه السلام) هو منهج واضح وصريح في مقارعة الظلم ومواجهة الحكام الجائرين، مشددًا على أن السير في هذا الطريق لا يمكن أن يكون بالشعارات فقط، بل يحتاج إلى إيمان راسخ واستعداد حقيقي للتضحية بالنفس والأهل والممتلكات.
وفي كلمة له نشرها الموقع الرسمي لمكتب سماحته، أشار سماحته إلى أن واقعة الطف أثبتت أن المواقف الحقيقية تظهر عند الامتحان، موضحًا أن “نحو 1500 رجل التحقوا بالإمام الحسين (عليه السلام) في البداية، لكنهم ما إن علموا أن المواجهة مع جيش يزيد واقعة لا محالة، حتى فرّوا تحت جنح الظلام، ولم يبقَ مع الإمام إلا نحو 100 من الثابتين الصادقين”.
واعتبر المرجع الشيرازي أن هذه الحادثة تمثل “الافتتان السلبي”، بينما الثابتون الذين ثبتوا إلى جانب الإمام الحسين (عليه السلام) حتى اللحظة الأخيرة، هم الذين خلدهم التاريخ بوصفهم أصحاب المواقف الإيمانية الحقيقية.
وقال سماحته:”وعندما اجتمعت الشروط لمقارعة الظلم، والحرب الدفاعية مع الظلم، كانت التضحية طريقة الإمام الحسين صلوات الله عليه. فإنّ منهج الإمام الحسين صلوات الله عليه الذي يذكره في دعائه، هو منهج التضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل الله تعالى، وفي سبيل القيم، وفي سبيل الفضيلة. وبكلمة واحدة، في سبيل الإسلام الذي هو جامع لكل القيم ولكل الفضائل”.
وبيّن أن الانتصار الحقيقي الذي تحقق في كربلاء لم يكن نصرًا عسكريًا، بل كان نصرًا روحيًا وقيميًا أبديًا، جسّده الإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه من الثلة المؤمنة، الذين اختاروا طريق الفداء، وقدموا أرواحهم قرابين للحق في مواجهة الباطل، فخلّدهم التاريخ، وبقي يزيد رمزًا للعار والهزيمة إلى يوم يبعثون.
وختم سماحته بالتأكيد على أن من يريد أن يكون من أنصار الحسين (عليه السلام) حقًا، فعليه أن يتمسك بنهجه في نصرة الحق، والثبات على القيم، وأن يكون على استعداد دائم للتضحية في سبيل المبادئ الإلهية والإنسانية الكبرى التي ضحى من أجلها الإمام الشهيد في كربلاء.