أوروبا

قرار مثير للجدل في جامعة “شاريتيه” ببرلين: حظر أنشطة جمعية طلابية إسلامية بعد اتهامات بالفصل بين الجنسين

قرار مثير للجدل في جامعة “شاريتيه” ببرلين: حظر أنشطة جمعية طلابية إسلامية بعد اتهامات بالفصل بين الجنسين

أثارت جامعة “شاريتيه” الطبية في العاصمة الألمانية برلين جدلاً واسعاً بعد إصدارها قراراً يقضي بمنع جمعية طلابية إسلامية تُعرف باسم “ميدي إسلام كوليكتيف” من تنظيم أي نشاط داخل الحرم الجامعي، وذلك على خلفية اتهامات بتنظيم محاضرة تضمنت تلاوات قرآنية وفعاليات شهدت فصلاً اختيارياً بين الطلاب والطالبات.
وبحسب ما أفادت به مصادر طلابية، فإن الجلسة التي أقيمت لم تكن إلزامية، بل جاءت استجابة لرغبة عدد من المشاركين في احترام الخصوصية الثقافية والدينية، دون وجود أي نوع من الإكراه أو التمييز. ورغم ذلك، سارعت إدارة الجامعة إلى وقف جميع أنشطة الجمعية مؤقتًا، معللة ذلك بضرورة الحفاظ على “بيئة غير تمييزية”، ومعلنة فتح تحقيق رسمي، مع احتمال اتخاذ خطوات أكثر صرامة في المستقبل.
القرار أثار تساؤلات حادة في الأوساط الأكاديمية والحقوقية حول حدود الحريات الدينية والثقافية في الجامعات الأوروبية، ومدى تقبّل المؤسسات التعليمية للتعددية وخصوصيات الأقليات، وفي مقدمتهم المسلمون.
وفيما رأت أطراف طلابية ومجتمعية أن الخطوة تعكس تضييقاً على حرية المعتقد والتعبير، استغلت جهات يمينية متطرفة، وعلى رأسها حزب “البديل من أجل ألمانيا”، الحادث لتأجيج حملات معادية للمسلمين، متهمة الجمعية بـ”أسلمة الجامعات” وخلط الدين بالتعليم.
الجدير بالذكر أن الجدل الحالي يأتي في أعقاب حادثة مماثلة شهدتها جامعة كيل الألمانية، حيث تعرّضت جمعية إسلامية طلابية لحملة إعلامية وانتقادات لاذعة خلال تنظيمها “أسبوع الإسلام”، بعد أن اختار بعض المشاركين الفصل الطوعي بين الجنسين أثناء الفعاليات، في إطار مراعاة القيم الدينية.
ويخشى متابعون أن تتحول هذه الحوادث إلى سابقة تقوّض مساحة التعبير الديني في الجامعات، وتغذي مناخاً معادياً للتنوع الثقافي تحت ذرائع غير محايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى