السودان: وفاة 239 طفلاً في الفاشر بسبب الجوع والدواء وسط تجاهل دولي وحصار خانق

السودان: وفاة 239 طفلاً في الفاشر بسبب الجوع والدواء وسط تجاهل دولي وحصار خانق
أطلقت شبكة أطباء السودان نداءً إنسانيًا عاجلًا، الأحد، بعدما سجّلت وفاة 239 طفلاً في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ بداية العام الجاري، نتيجة نقص الغذاء والدواء في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات “الدعم السريع”.
وأكدت الشبكة، في بيانها، أن فريقها الطبي الميداني وثّق هذه الوفيات بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2025، مشيرة إلى تصاعد حاد في حالات الجوع وسوء التغذية، وتدهور متسارع في الوضع الصحي، وسط انعدام تام لأغلب المواد الغذائية وارتفاع جنوني في أسعار ما تبقى منها.
وأوضحت أن مستودعات تغذية الأطفال قد تعرّضت للقصف، ما زاد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالمدينة منذ أكثر من عام، دون استجابة كافية من المجتمع الدولي. وقالت الشبكة بأسى: “نتأسف لتجاهل العالم لأطفال دارفور المحاصرين، الذين يدفعون ثمن الحرب بصمتٍ مروّع”.
وتُعد الفاشر من آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، وتشهد منذ 10 مايو/أيار 2024 اشتباكات دامية مع قوات “الدعم السريع”، ما عطّل وصول المساعدات الإنسانية، وعرّض مئات الآلاف من المدنيين لخطر الموت البطيء بسبب الجوع والمرض.
ورغم إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الجمعة الماضية، الموافقة على هدنة إنسانية لمدة 7 أيام استجابةً لطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لم تُبدِ قوات “الدعم السريع” أي التزام رسمي بها حتى الآن، فيما استمر القصف والمعارك في أحياء عدة من المدينة.
وتخوض قوات الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان 2023 حربًا مدمرة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة، في حين ترجّح دراسة حديثة أعدّتها جامعات أميركية أن عدد القتلى قد تجاوز 130 ألفاً.
وتطالب منظمات إنسانية وحقوقية بإدخال المساعدات فوراً إلى الفاشر وسائر مدن دارفور المحاصرة، محذّرة من أن الأطفال هناك يُتركون ليموتوا جوعاً أمام أنظار العالم.