ناشطون في الفلبين: الاعتراف بالإسلام يجب أن يتجاوز الشعارات إلى احترام حقيقي للثقافة الإسلامية

ناشطون في الفلبين: الاعتراف بالإسلام يجب أن يتجاوز الشعارات إلى احترام حقيقي للثقافة الإسلامية
في ظل تصاعد الدعوات العالمية لتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، تتجه الأنظار إلى الفلبين، حيث تتصاعد الأصوات المطالبة بالانتقال من الاعتراف الرمزي بالإسلام إلى شراكة حقيقية تكرّس القيم الإسلامية كجزء أصيل من الهوية الوطنية.
فعلى الرغم من إدراج الأعياد الإسلامية في التقويم الرسمي، لا تزال مظاهر الاحتفاء بها خجولة ومحدودة، في مشهد يتناقض مع روح التعددية التي يفترض أن يتميز بها المجتمع الفلبيني. ويقارن ناشطون هذا الواقع بما تشهده دول مجاورة كسنغافورة، حيث تحوّلت المناسبات الإسلامية إلى مشاهد احتفالية عامة تحظى باعتراف مؤسسي ومجتمعي واسع، رغم النسبة الأقل للمسلمين فيها.
وفي هذا السياق، أطلقت مؤسسة “كريس للسلام” -وهي منصة للحوار بين المسلمين والمسيحيين- دعوة صريحة لاحترام أعمق للقيم الإسلامية التي يؤمن بها الملايين من المواطنين، معتبرة أن التعايش لا يكتمل بالشعارات، بل بالتربية المشتركة والحضور المتوازن في الفضاء العام.
وأكدت المؤسسة أن الفجوة بين الاعتراف الدستوري والاندماج الحقيقي لا تزال قائمة، في ظل استمرار بعض مظاهر التهميش الثقافي والتاريخي، وآثار النزاعات غير المعالجة في جنوب البلاد، والتي تركت بصمة مؤلمة على وعي المواطنين المسلمين.
وتشدّد المؤسسة على ضرورة تجاوز النظرة الهامشية للمكون الإسلامي، والاعتراف بدوره الحيوي في بناء المجتمع الفلبيني، سواء من خلال مبادرات الحوار حول الحجاب، أو قصص قادة شبان مسلمين تغلبوا على إرث العنف لبناء جسور الأمل والعدالة.
ويأمل الناشطون أن تشكّل هذه المطالب حافزًا حقيقيًا للانتقال من الاعتراف النظري إلى شراكة وطنية صادقة، تعترف بالإسلام كجزء حي من النسيج الحضاري للفلبين، لا كعنصر طارئ أو مُستثنى من مشهدها العام.