وسط تساؤلات عن نوايا الاحتواء السياسي.. طالبـ،ـان تنظم تجمعًا جماهيريًا في غزنة

وسط تساؤلات عن نوايا الاحتواء السياسي.. طالبـ،ـان تنظم تجمعًا جماهيريًا في غزنة
في مشهد لافت أثار اهتمام المراقبين وأسئلة أكثر مما قدّم من إجابات، نظّمت حركة طالبـ،ـان تجمعًا جماهيريًا في ولاية غزنة، شارك فيه عدد من الشخصيات الشيعية والهزارية، من بينهم مسؤولون وجنرالات سابقون، في خطوة بدت أقرب إلى حملة علاقات عامة تستهدف تقديم صورة جديدة للحركة أمام الداخل والخارج.
الفعالية التي أُقيمت تحت إشراف “المفوضية الشيعية العليا”، وهي هيئة مستحدثة شكّلتها طالبـ،ـان مؤخراً، حملت رسائل واضحة تتعلّق بـ”الانفتاح” و”التسامح”، في توقيت يتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية بشأن حقوق الأقليات في أفغانستان.
وركزت الكلمات التي أُلقيت خلال الفعالية على دعوة المعارضين للعودة إلى البلاد، والثناء على أداء حكومة طالبـ،ـان، إلى جانب مطالبة المجتمع الدولي برفع التجميد عن الأصول الأفغانية والاعتراف بالحكومة القائمة.
لكن خلف هذه العبارات، يرى محللون أن واقع الأمور يطرح تناقضات صارخة، إذ لا يزال تمثيل الهزارة والشيعة غائبًا فعليًا عن مفاصل السلطة، في وقت لم تُقدِم فيه طالبـ،ـان على الاعتراف الرسمي بالفقه الجعفري ضمن الجهاز القضائي، ما يعمّق الفجوة بين شعارات الاحتواء وممارسات التهميش.
واعتبر مراقبون أن طالبـ،ـان تسعى من خلال هذه التحركات إلى تليين صورتها أمام المجتمع الدولي، دون تقديم ضمانات سياسية أو دستورية حقيقية تكفل حقوق الأقليات، في ظل هيمنة حصرية على الحكم من دون شراكة وطنية أو إشراك فعلي في صناعة القرار.
ويأتي هذا التجمع في وقت تواجه فيه الحركة تحديات متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، لا سيما مع استمرار غياب الاعتراف الدولي بحكومتها، والتقارير المتكررة عن انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة بحق النساء والأقليات العرقية والدينية.