العراق

مهرجان كان يحتفي بـ”كعكعة الرئيس”.. أول مشاركة رسمية للعراق بفيلم يستعيد طفولة الحرب والحصار

مهرجان كان يحتفي بـ”كعكعة الرئيس”.. أول مشاركة رسمية للعراق بفيلم يستعيد طفولة الحرب والحصار

احتفى مهرجان كان السينمائي الدولي بالفيلم العراقي “كعكعة الرئيس” للمخرج الشاب حسن هادي، الذي يشارك ضمن مسابقة “أسبوعي المخرجين”، في أول حضور رسمي للعراق على منصة المهرجان بعد محاولات عدة لم يُكتب لها النجاح.
ويتناول الفيلم، الذي صُوّر في منطقة الأهوار جنوب العراق، مرحلة حرجة من ذاكرة جيل عاش تحت وطأة الحرب والحصار في تسعينيات القرن الماضي. ويستعيد المخرج بأسلوب درامي مأساوي مشهداً من طفولته، حيث كانت المدارس والمؤسسات العراقية تحتفل سنوياً في 28 نيسان بعيد ميلاد الرئيس المقبور صدام حسين، وسط ظروف معيشية قاسية أجبرت حتى الأطفال على المساهمة بإحضار كعكة للاحتفال، رغم الفقر المدقع.
وتدور أحداث الفيلم حول الطفلة “لميعة”، ذات التسعة أعوام، التي تعيش مع جدتها في منطقة الأهوار، وتجد نفسها، كبقية الأطفال، مجبرة على تقديم كعكة في ذكرى ميلاد الرئيس، في حين تعاني عائلتها من أوضاع اقتصادية صعبة.
وقد استحضر هادي في فيلمه جمال الأهوار كما كانت قبل أن تتحول إلى ساحة مواجهة بين رجال السلطة والمعارضة، حين عمد نظام صدام إلى تجفيفها في تسعينيات القرن الماضي لإخراج معارضيه. ويُبرز الفيلم التحول الكبير الذي شهدته المنطقة بعد الغزو الأميركي، حيث أُعيد تدفق المياه، فعادت الحياة إلى الأهوار، رغم ما تواجهه اليوم من تهديدات بيئية بفعل تغيّر المناخ.
وقال المخرج حسن هادي خلال تقديمه للفيلم في مهرجان كان إن “الأهوار بقيت، بينما صدام رحل”، مؤكداً أن رسالته هي التأكيد على ديمومة الحياة في هذا المكان الذي يحمل تراثاً طبيعياً وإنسانياً فريداً.
يُذكر أن هادي هو مخرج وكاتب سيناريو عراقي يقيم في نيويورك، ويعمل أستاذاً مساعداً في جامعة نيويورك، ويُعد فيلم “كعكعة الرئيس” من أبرز أعماله التي تمزج السيرة الذاتية بسرد الواقع السياسي والاجتماعي للعراق في تسعينيات القرن الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى