تنظيم إرهـ،ـابي جديد يرسخ سلطته في غرب إفريقيا عبر الذهب والاختطاف وغسيل الأموال

تنظيم إرهـ،ـابي جديد يرسخ سلطته في غرب إفريقيا عبر الذهب والاختطاف وغسيل الأموال
في تطور أمني خطير يُنذر بانفجار إقليمي واسع، برز على الساحة الإفريقية تنظيم إرهـ،ـابي جديد يُعرف باسم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، مُعلنًا نفسه امتدادًا مباشرًا لتنظيم القاعدة، ومرسخًا حضوره كأحد أخطر التهديدات الأمنية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
وبحسب تقرير بحثي نشره موقع “ذا كونفرسيشن” وترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، فإن الجماعة، التي تأسست عام 2017، لم تقتصر على تنفيذ الهجمات والاغتيالات، بل أنشأت اقتصادًا موازياً متشابكًا، يديره خليط من الإرهـ،ـاب والتعدين غير المشروع وغسيل الأموال.
ويكشف التقرير أن التنظيم يسيطر على عدد من مناجم الذهب في المناطق الواقعة تحت نفوذه، ويستخرج منها ثروات تقدر بأكثر من 30 مليار دولار سنويًا، تُستخدم في تمويل عملياته الإرهـ،ـابية وترسيخ سلطته، من خلال شبكات ولاء تضم ميليشيات محلية وعصابات تهريب دولية.
ومنذ انطلاقه، سجلت مناطق مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر أكثر من 1100 حالة اختطاف نُسبت إلى التنظيم، شملت رجال أعمال وموظفين حكوميين وسياحًا أجانب، لتتحول إلى مصدر تمويل بملايين الدولارات، بينها صفقة فدية واحدة وصلت قيمتها إلى 30 مليون جنيه إسترليني.
كما استخدم التنظيم سرقة الماشية كأداة اقتصادية ممنهجة، حيث تُنتزع قطعان كاملة من المزارعين لتباع لاحقًا في أسواق موريتانيا والسنغال ومالي، ما يوفر للتنظيم مصدرًا مستمرًا لتمويل عملياته وتوفير الغذاء لمقاتليه.
وأشار التقرير إلى أن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” لا تتردد في اختراق الأنظمة المالية الرسمية، عبر شبكات لغسيل الأموال تشمل السيطرة على متاجر محلية، وتقديم القروض، وحتى إيداع الأموال في البنوك، وسط إشارات إلى تعاملها مع شبكات مالية في دول كبرى مثل الإمارات وتركيا وسويسرا.
ورغم الحملات العسكرية المتكررة، يواصل التنظيم إعادة ترتيب صفوفه وفرض سيطرته على الأرض. ففي عمليته الأخيرة ببوركينا فاسو عام 2024، ظهرت معالم “إمبراطورية ظل” متكاملة تضم مدارس مغلقة، ونقاط تفتيش تفرض الضرائب، وحملات ممنهجة لخطف المدنيين.
ويحذر الخبراء من أن المعركة مع هذا التنظيم لا يمكن حسمها عسكريًا فقط، بل تتطلب تجفيف مصادر تمويله، بدءًا من تنظيم قطاع التعدين الحرفي، ومرورًا بتعقب شبكات غسيل الأموال، وصولًا إلى إنشاء محاكم متخصصة بجرائم الإرهـ،ـاب.