زعيم بنغلاديشي يحذر من عودة الحكم العسكري ويؤكد: لا بديل عن الديمقراطية والإصلاح السلمي

زعيم بنغلاديشي يحذر من عودة الحكم العسكري ويؤكد: لا بديل عن الديمقراطية والإصلاح السلمي
في خضم مرحلة انتقالية دقيقة تمر بها بنغلاديش، أطلق الزعيم السياسي ناهد إسلام، أحد أبرز قادة الانتفاضة الشعبية التي أطاحت برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، تحذيرًا من احتمال انزلاق البلاد مجددًا نحو الحكم العسكري، في تكرار للنموذج الذي شهدته البلاد في 11 كانون الثاني/يناير 2007.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية وتابعتها وكالة “أخبار الشيعة”، قال إسلام، زعيم “حزب المواطن الوطني”، إن المؤشرات الحالية تنذر بخطر داهم على المسار الديمقراطي، خصوصًا مع تصاعد الحديث عن تدخل الجيش في تحديد مستقبل المرحلة الانتقالية، ما يهدد بإعادة إنتاج تجربة الحكم غير المدني.
إسلام، الذي شغل سابقًا منصبًا في حكومة محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة الحالي والحائز على جائزة نوبل للسلام، أشار إلى أن الأخير يواجه ضغوطًا سياسية وعسكرية تعرقل مساعي الإصلاح، محذرًا من أن “الانتخابات المقبلة، إن أُجريت، قد لا تعبّر عن إرادة حرة، بل تُفصَّل على مقاس قوى النفوذ”.
ورغم دعوة يونس لجميع الأطراف إلى التعاون لإنجاز انتخابات نزيهة، أعرب إسلام عن قلقه من تكرار سيناريو الماضي، مؤكدًا أن “دور الجيش يجب أن يظل في حماية البلاد، لا في رسم مستقبلها السياسي”، مشددًا أن “شعب بنغلاديش لم ينتفض ليستبدل وجهاً استبدادياً بآخر، بل ليؤسس لدولة قائمة على العدالة والمحاسبة والتداول السلمي للسلطة”.
وفي ظل الغموض المحيط بمصير المرحلة المقبلة، دعا مراقبون إلى ضرورة حماية الديمقراطية الناشئة في البلاد، مؤكدين أن أي تدخل عسكري سيمثل انتكاسة خطيرة. كما شددوا على أهمية الموقف الإسلامي الداعم للديمقراطية والرافض لأي هيمنة قسرية تُقصي إرادة الشعوب، مشيرين إلى أن الإسلام لا يرى في الانقلابات وسيلة للإصلاح، بل يدعو إلى الحوار والمشاركة الشعبية كسبيل وحيد لتجاوز الأزمات.
ويرى مراقبون أن نجاح المرحلة الانتقالية في بنغلاديش يعتمد على تمسك القوى السياسية والمدنية بمبادئها، والدفاع عن حق الشعب في اختيار قياداته، بعيدًا عن أي وصاية أو عسكرة للمشهد السياسي.