
في تسجيل صوتي مثير للجدل، عاد زعيم طالبـ،ـان باكستان، نور ولي محسود، ليستخدم مفاهيم دينية بأسلوب مشوه يحوّل الإسلام إلى غطاء للعنف والكراهية. وانتشر هذا الخطاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، حيث وصف التعاون السياسي مع غير المسلمين بأنه “كفر”، في واحدة من أخطر صور التكفير التي تتناقض تمامًا مع تعاليم الإسلام وتراث علمائه على مدى أربعة عشر قرنًا.
وتجاوز محسود في خطابه كل الحدود حين حول آيات القرآن الكريم إلى أداة أيديولوجية لاستقطاب الضعفاء وتبرير التفجيرات والهجمات الانتحارية والقتل، ما أثار استنكارًا واسعًا من العلماء والمؤسسات الدينية التي حذرت من هذا الانحراف المدمر.
وأكد علماء كبار ومؤسسات دينية مرموقة مثل الأزهر ودار العلوم ديوبند، أن الهجمات الانتحارية والتمرد على دولة مسلمة مستقلة محرمة شرعًا ولا تمت بصلة للجهاد، وأنها تُعد من باب “الحرابة والفساد في الأرض” التي نهى عنها الإسلام بأشد العبارات.
ويرى مراقبون أن باكستان، بدستورها الإسلامي ونظامها المدني، ليست أرضًا مستباحة للفتن، ولا ساحة لاختبار فهم مشوه للدين، وأن طالبـ،ـان باكستان من خلال استهدافها للمساجد والمدارس والمستشفيات ترتكب جرائم باسم الإسلام، مخالفة لمبادئ الرحمة والعدل التي جاء بها النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
وتثير الجماعة جدلًا إضافيًا بمحاولتها استغلال شخصيات نسائية في الجيش الباكستاني، كما حصل مع الضابطة المسلمة صوفيا قريشي، ضمن سردياتها، لكنها سرعان ما تكفّر كل من يدعو إلى التعايش أو الدفاع عن حقوق المرأة ووقف العنف.
وتؤكد تقارير دولية أن طالبـ،ـان باكستان ليست تيارًا دينيًا، بل مشروع تخريبي يقوّض الإسلام ويشوّه صورته عالميًا، وقد دفع عدد من الدعاة والمفكرين حياتهم ثمناً لموقفهم الرافض لهذا الفكر، أبرزهم الشهيد مولانا سرفراز نعيمي الذي اغتيل بسبب معارضته لتكفيرهم وفكرهم العدواني.