
في لحظة نادرة تختصر قيم الإيثار والشهامة، خاطر مجموعة من الشباب المسلمين في مدينة حيدر آباد الهندية بحياتهم لإنقاذ جيرانهم الهندوس من حريق مروّع اندلع في مجمع سكني بمنطقة جولزار هوز، في مشهد أثار إعجابًا واسعًا وأعاد التأكيد على قوة الروابط الإنسانية فوق الانتماءات الدينية.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية، وقعت الحادثة في ساعات الفجر الأولى، حين كان الشبان في طريق عودتهم إلى منازلهم عقب أداء صلاة الفجر، ولاحظوا تصاعد الدخان وأصوات استغاثة من منزل مجاور تسكنه عائلة هندوسية. وبلا تردد، اندفعوا نحو المبنى المشتعل، متجاوزين الخطر والدخان الكثيف لإنقاذ الأرواح.
وتمكن الشبان، في موقف وُصف بأنه “ملحمة إنسانية”، من إخراج 13 فردًا من العائلة المنكوبة، بينهم نساء وأطفال، في وقت قياسي، بينما كانت ألسنة اللهب تلتهم المكان. ورغم أن الحريق أسفر عن وفاة 18 شخصًا آخرين، فإن تدخلهم السريع حال دون وقوع كارثة أكبر.
وقد لاقى هذا العمل البطولي إشادة كبيرة في مختلف أنحاء الهند، حيث امتلأت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي برسائل الثناء والامتنان، وأشاد سياسيون وناشطون مدنيون بموقف هؤلاء الشبان، مؤكدين أن روح التضامن والنجدة لا تعترف بالحواجز العقائدية.
واعتبر مراقبون أن هذه الواقعة تعكس جوهر القيم الإسلامية التي تحث على النجدة والتكافل والدفاع عن الإنسان بوصفه إنسانًا، دون النظر إلى دينه أو خلفيته، مشيرين إلى أن الشبان جسّدوا بسلوكهم أحد أبرز تجليات البعد الحضاري للإسلام في احترام الحياة البشرية.
وتأتي هذه القصة المؤثرة في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية في بعض مناطق الهند، لتقدّم نموذجًا مضيئًا للتعايش والرحمة، وتجدد الأمل في أن تبقى الإنسانية الرابط الأقوى بين أبناء المجتمع الواحد.