المرجع الشيرازي: حكومة الإمام علي (عليه السلام) مثلت نموذجًا فريدًا في حرية التعبير والحوار العقلاني
شدّد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، على أن حكومة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم تكن فقط ضد القمع والاستبداد، بل كانت قائمة على مبدأ الحوار والنقاش العقلاني، حتى مع من يفتقدون للأخلاق، مؤكّدًا أنّ حرية التعبير والاعتقاد كانت من أبرز سماتها.
وأوضح سماحته أن الإمام علي (عليه السلام) لم يسجن أحدًا بسبب رأيه أو انتقاده أو انتمائه السياسي، وقال في أحد خطاباته: «إنّ ما يميّز حكومة أمير المؤمنين عليه السلام هو أنه طوال فترة حكمه، لم يكن هناك ولا سجين سياسي واحد، بينما الحكّام الآخرون الذين جاؤوا بعده وادّعوا الحكم باسم الإسلام، كان لديهم الآلاف بل عشرات الآلاف من السجناء السياسيين الذين سُجنوا بسبب مواقفهم وآرائهم».
وأشار المرجع الشيرازي إلى أن ما يُعرف اليوم من حريات في بعض الدول، سواء الإسلامية أو غير الإسلامية، لا يرقى إلى مستوى الحريات التي كفلها الإمام علي (عليه السلام) في حكومته، مضيفًا: «إذا كنا نرى اليوم بعض الحريات النسبية في بعض الدول الإسلامية وغير الإسلامية، فهي في الحقيقة ضئيلة جدًا مقارنة بالحريات الإسلامية التي نشرها أمير المؤمنين عليه السلام خلال فترة حكمه».
وأكد سماحته أن الإمام علياً (عليه السلام) لم يكن فقط مناهضًا للظلم والقمع، بل كان مؤمنًا عميقًا بقيمة الكلمة والحوار، حتى مع خصومه، مشددًا على أن هذا النموذج الفريد يجب أن يكون قدوة للحكام المعاصرين، لا سيما في الدول الإسلامية، داعيًا إلى اعتماد نهج الإمام (عليه السلام) في إدارة الدولة باعتباره تجسيدًا حقيقيًا للعدالة والحرية ورعاية شؤون الناس.
