
أكد مركز وادي ويناتشي الإسلامي الأمريكي أن المسلمين في الولايات المتحدة ليسوا “ضيوفًا” أو “وافدين مؤقتين”، بل هم جزء أصيل من النسيج الأمريكي، يشكّلون مكونًا فاعلًا ومتجذرًا في مختلف مناحي الحياة، من قاعات الدرس إلى مراكز الاقتراع، ومن المتاجر إلى المهرجانات المجتمعية.
جاء ذلك في مقال افتتاحي للمركز، استنكر فيه تكرار السؤال الموجّه للمسلمين الأميركيين: “من أين أنت حقًا؟”، معتبراً أن هذا السؤال البسيط ظاهريًا، يكشف عن تصورات ضمنية مغلوطة تفترض أن الإسلام غريب عن الأرض الأمريكية. ووصف المركز هذا النوع من التساؤلات بأنه نابع من “غياب في الفهم” أكثر من كونه فضولًا بريئًا.
وأوضح المقال أن الإسلام ليس دينًا طارئًا على الولايات المتحدة، بل له حضور طويل وراسخ في البلاد، وأن المسلمين الأمريكيين يشاركون في بناء مجتمعهم بكل جدية واحترام، من خلال عملهم في القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية، وإسهامهم في الحياة الثقافية والاجتماعية.
وأشار المركز إلى أن الهوية الإسلامية في أمريكا متعددة ومتنوعة، تعكس ثراء المجتمع الأمريكي ذاته. فالمسلم قد يكون من أصول إفريقية، أو آسيوية، أو لاتينية، أو أوروبية، وقد تكون المسلمة محجبة أو غير محجبة، لكن المشترك بينهم جميعًا هو الانتماء العميق إلى هذا الوطن، دون الحاجة إلى إثبات مستمر.
وانتقد المقال اختزال الإعلام الغربي لصورة المسلمين بين نمطين: المتطرف أو الضحية، مؤكدًا أن الغالبية العظمى من المسلمين يعيشون حياة يومية طبيعية، مفعمة بالمعاني والجهد، ويواجهون تحديات مزدوجة في التوفيق بين هويتهم الدينية والانتماء الوطني، دون تناقض بين الاثنين.
وفي ختام مقاله، دعا مركز وادي ويناتشي الإسلامي إلى تجاوز القوالب النمطية، وبناء وعي مشترك قائم على الفهم والاحترام، قائلاً إن يومًا سيأتي، حين يُسأل فيه المسلم عن موطنه، فيجيب بثقة: “أنا من هنا… تمامًا من هنا”.