أخبارالعالم الاسلامي

بدء أوسع أعمال ترميم في آيا صوفيا لحماية تحفة عمرها 1500 عام من الزمن

إسطنبول – في خطوة تهدف إلى صون أحد أعظم المعالم التاريخية في العالم، أعلنت السلطات التركية انطلاق أعمال ترميم شاملة في مسجد آيا صوفيا، لحماية المبنى العريق الذي يعود تاريخه إلى عام 537م من مخاطر الزلازل المتكررة التي تهدد مدينة إسطنبول.
ويقود المهندس المعماري حسن فرات ديكر المشروع الذي وصفه بأنه “من أعظم مشاريع الترميم في تركيا الحديثة”، بمشاركة نخبة من المهندسين ومؤرخي الفن. وتشمل الأعمال تقوية القبة المركزية الكبرى، وتعزيز أعمدتها الداعمة، إضافة إلى إزالة الغطاء الرصاصي وفحص المفاصل المعمارية التي تربط بين القبة وأنصاف القباب.


وتأتي هذه الخطوة بعد زلزال بلغت قوته 6.2 درجة ضرب سواحل المدينة مؤخرًا، مما زاد من المخاوف بشأن سلامة البنية المعمارية للمسجد، الذي يعاني أصلًا من آثار زلازل سابقة.
وكانت آيا صوفيا قد خضعت لتحولات تاريخية كبرى، من كاتدرائية بيزنطية إلى مسجد عثماني، ثم إلى متحف في عهد الجمهورية، قبل أن يُعاد تصنيفها كمسجد قبل خمس سنوات، في قرار أثار جدلاً واسعًا وانتقادات من منظمة اليونسكو.
وأوضح ديكر أن الفريق سيبدأ بالسطوح الخارجية والمآذن والقبة، مع الالتزام بعدم تعطيل زيارات الزوار، حيث ستُركّب سقالات خاصة تسمح باستمرار الصلاة والسياحة داخل المبنى.
ويأمل فريق الترميم أيضًا في الكشف عن جداريات عثمانية قد تكون مخفية تحت الطبقات الزخرفية الحالية، ضمن مشروع يستهدف ليس فقط حماية المبنى، بل إعادة اكتشاف بعض ملامحه التاريخية المجهولة.
ويُعد هذا المشروع، بحسب مختصين، جزءًا من معركة تركيا للحفاظ على تراثها العريق في ظل التهديدات البيئية المتزايدة وتحديات البنية التحتية، في واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى